للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحد ذنب أحد، ولا يجني جان إلا على نفسه. قال ابن عباس عن آية:

{وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى}: نزلت في الوليد بن المغيرة قال لأهل مكة:

اتبعوني، واكفروا بمحمد، وعليّ أوزاركم، فنزلت هذه الآية. ومعناها: أن الوليد لا يحمل آثامكم، وإنما إثم كل واحد عليه.

أما ما روي عن عائشة رضي الله عنها في الرد على ابن عمر حيث قال النبي في حديث رواه الشيخان: «إن الميت ليعذّب ببكاء أهله» فلا وجه لإنكارها وتخطئتها؛ إذ لا معارضة بين الآية والحديث؛ فإن الحديث محمول على ما إذا كان النّوح من وصية الميت وسنته وبسببه، كما كانت الجاهلية تفعله، حتى قال طرفة:

إذا متّ فانعيني بما أنا أهله... وشقّي عليّ الجيب يا ابنة معبد

وقال:

إلى الحول، ثم اسم السلام عليكما... ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر

٨ - لم يترك الله الخلق سدىّ، بل أرسل الرسل، وفي هذا دليل على أن الأحكام لا تثبت إلا بالشرع، وهذا في رأي الجمهور، في حكم الدنيا، بمعنى أن الله لا يهلك أمة بعذاب إلا بعد الرسالة إليهم والإنذار، ولا يهلك الله القرى قبل ابتعاث الرسل.

وقالت المعتزلة بأن العقل يقبّح ويحسّن ويبيح ويحظر.

٩ - تدل آية {وَما كُنّا مُعَذِّبِينَ حَتّى نَبْعَثَ رَسُولاً} على أن أهل الفترة (فترة انقطاع الرسل) الذين لم تصلهم رسالة، وماتوا ولم تبلغهم الدعوة وهم أهل الجاهلية وأمثالهم في الجزر النائية الذين لم يسمعوا بالإسلام في زماننا هم ناجون، من أهل الجنة. ومثلهم أولاد المشركين والكفار الذين ماتوا وهم صغار قبل التكليف، وآباؤهم كفار، وكذا المجنون والأصم والشيخ الخرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>