٤ - قوله تعالى:{وَلكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا} خص وقت الدخول بأن يكون عند الإذن على جهة الأدب، قال ابن العربي: وتقدير الكلام: ولكن إذا دعيتم وأذن لكم في الدخول فادخلوا، وإلا فنفس الدعوة لا تكون إذنا كافيا في الدخول (١).
٥ - في قوله تعالى:{فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا} دليل آخر في غير إلزام الخروج بعد انتهاء الأكل على أن الضيف يأكل على ملك المضيف، لا على ملك نفسه؛ لأنه قال:{فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا} فلم يجعل له أكثر من الأكل، ولا أضاف إليه سواه، وبقي الملك على أصله.
٦ - قوله تعالى:{وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ} دليل على أن المكث في المنزل بعد الطعام للاستئناس بالحديث أمر غير مرغوب فيه، وأدب يجب التزامه.
٧ - وقوله تعالى:{وَاللهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ} أي لا يمتنع من بيانه وإظهاره دليل على ألا حياء في معرفة أحكام الدين وبيان الشرع.
جاء في الصحيح عن أم سلمة قالت: جاءت أم سليم إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم فقالت: يا رسول الله، إن الله لا يستحيي من الحق، فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:«إذا رأت الماء».
٨ - {وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً} الصواب في المتاع كما قال القرطبي: أنه عام في جميع ما يمكن أن يطلب من المواعين وسائر المرافق للدين والدنيا.
٩ - {فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ} في هذه الآية دليل على أن الله تعالى أذن في مسألتهن من وراء حجاب في حاجة تعرض، أو مسألة يستفتين فيها، ويدخل في ذلك جميع النساء بالمعنى، فلا يجوز كشف شيء من جسدها إلا لحاجة