النكاح. ومن قال: إنه طلقة بائنة، فاعتمد على أن الطلاق الرجعي لا يحرّم المطلّقة، وأن الطلاق البائن يحرّمها (١).
٣ - تحليل اليمين كفارتها، والظاهر أن النبي صلى الله عليه وسلم حلف، مع الامتناع عن تناول العسل، وأنه في الأصح كفّر عن يمينه. والكفارات تجبر الخلل الحاصل.
وإن حرم الرجل أمته أو زوجته، فكفارة يمين، لما أحج مسلم في صحيحة عن ابن عباس قال:«إذا حرّم الرجل عليه امرأته، فهي يمين يكفّرها» وقال:
٤ - للنساء بسبب الغيرة الفطرية الشديدة التأثير مواقف غريبة وعجيبة من بعضهن بعضا.
٥ - يصعب على النساء كتمان السر، فقد أسر النبي صلى الله عليه وسلم لزوجته حفصة تحريم العسل أو مارية على نفسه، أو أمر الخلافة من بعده لأبي بكر وعمر، واستكتمها السر، فأباحت به لعائشة.
٦ - يغفل الإنسان غالبا عن أن الله عالم خبير به وبأحواله، فيتصرف تصرفات الغافل غير الواعي ولا المدرك لما يفعل، ولا يحسب الحساب اللازم لمن يراه ويحاسبه على أعماله. وهذا ما كان من حفصة التي فاجأها النبي صلى الله عليه وسلم بما فعلت، وأعلمها بأن الله أخبره بذلك.
٧ - القرآن تهذيب وتربية وتعليم، لذا حث الله سبحانه حفصة وعائشة على التوبة على ما كان منهما من الميل إلى مخالفة محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعظيم شأنه وإعلاء قدره وصون سره. فقد زاغت ومالت قلوبهما عن الحق، وهو أنهما أحبّتا ما كره النبي صلى الله عليه وسلم من اجتناب جاريته، واجتناب العسل، وكان صلى الله عليه وسلم يحب العسل والنساء، محبة فيها اعتدال وإعزاز وإكرام للنساء.