ومما ينقصنا أيها الإخوة! في تحصيل الثبات: التربية، فقد يوجد شيء من العلم والإيمان، والهداية، لكن المعدن ليس مصقولاً كما ينبغي، فينا نواقص، وفينا خروق، وعيوب، وضعف، فالمسألة لا بد فيها من بناء، فلا يصمد في وجه هذه القلوب القاسية إلا البنيان الثابت، والبنيان الثابت لا يمكن أن يتم إلا بالتربية العلمية الواعية المتدرجة الإيمانية التي تحيي الضمير بالخوف من الله والرجاء في ثوابه والمحبة له المنافية للجفاء والقسوة.
التربية العلمية القائمة على الدليل الصحيح المنافية للتقليد والتبعية الذميمة، التربية الواعية التي تعرف سبيل المجرمين وخطط أعداء الإسلام، وتحيط بالواقع علماً وبالأحداث فهماً وتقويماً وهي التربية المتدرجة التي تسير بالمسلم شيئاً فشيئاً إلى كماله.