للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وجوب تحمل الداعية لعداوة الناس للدعوة]

السؤال

كيف الطريقة تجاه من كان على خطأ وعملت على نصحه، وتبين خطؤه بكل وضوح، ولكن وجد منه الصدود وعدم الاكتراث، بل أصبحت كالعدو بالنسبة له، وهذا غير ما يعمل علي بأن يجعلني نكتة في المجلس، عملت على تجنبه وعدم نصحه مرة أخرى فهل أكون آثماً؟

الجواب

لا ينبغي أن يصدنا عدوان الناس عن نصحهم، وإلا لترك نوح الدعوة منذ أول سنة وما انتظر تسعمائة وخمسين عاماً، ولكنه استمر على نصحهم ليلاً ونهاراً، سراً وجهاراً، تسعمائة وخمسين عاماً يدعوهم إلى الله عز وجل.

ولا تقل يا أخي: عملت على تجنبه وعدم نصحه مرة أخرى، اعمل على اللين معه ونصحه مرة أخرى، ثم إن بعض الدعاة لا تكون علاقاتهم مع بعض المدعوين إلا الانتقاد، إذا جاء موضع المنكر أنكر عليه، فقط هذه العلاقة، إذا جاء موضع الخطأ خطأه، أين الصداقة التي إذا عقدتها معه صار ذلك من أسباب استجابته؟ أين العشرة الحسنة؟ أين الكلام الآخر غير قضية الإنكار والتخطئة؟ ألا يوجد كلام آخر بينك وبينه يلطف الجو؟ تصبح العلاقة إنكاراً وتخطئة؟ نقول: هذا قصور، ينبغي أن يتدارك.