من أسباب التمزق الأسري وتحطم الأسر: فشو المخدرات في المجتمع، هذا الداء الوبيل والمرض الخطير الذي يلتهم شبابنا كل يوم، ويحطم الأجساد، هذه المخدرات التي روجها الأعداء، وعندنا شبابٌ لم يتربوا على الإسلام، ولا نشأوا على الإسلام، فماذا تتوقع أن يفعلوا إذا أعطوا هذه الحبوب وهذه المخدرات؟ ثم البطالة الموجودة عندهم التي تدفعهم إلى الاتجار بالمخدرات للحصول على الأموال، ثم هذه النشوة واللذة الموهومة التي يحسون بها، ويريدون أن يغيبوا عن الواقع، من كثرة المشاكل الأسرية والظلم الموجودان في الواقع.
ثم أن الآباء لا ينتبهون من يمشي مع أولادهم من قرناء السوء الذين يغشون البيت يومياً -وهم مصدر المخدرات- لكن الذي لا يخاف الله على أولاده هل سينتبه لمثل هذا؟! فتفتك المخدرات بهؤلاء الشباب، ثم تصل إلى الصغار، وقد وصلت إلى الكبار قبل ذلك، ومنهم أناسٌ متزوجون وعندهم أولاد ويتعاطون المخدرات، وينفقون الرواتب على المخدرات، وتبقى الأسرة بلا نفقة؛ لأن الأموال قد أنفقت على المخدرات! ومن ثَمَّ يفقد وظيفته وكل شيء.
ويا إخواني! لا يوجد حلٌ لمشكلة المخدرات أبداً إلا الدين، فهؤلاء الكفرة حاولوا قبلنا كثيراً جداً، سنوا الأنظمة، ووضعوا القوانين، وخوفوا وهددوا، وطاردوا وفعلوا، وعندهم أجهزةٌ أمنية رهيبة، وأشياء متخصصة لمكافحة المخدرات، لكن لا فائدة، فلا يحل قضية المخدرات إلا العودة إلى الدين، وجربوا ما شئتم! هذا بيتٌ فيه بناتٌ مستضعفات، وأولادٌ سكارى يتعاطون المخدرات، والبنات يغلقن على أنفسهن بالليل الغرف ولا يخرجن إلا بعد النظر من ثقب الباب، أو من أسفل الباب؛ ذلك لأنهن يخشين خشيةً حقيقية مدعومة بالشواهد والسوابق من هذا العربيد الذي لا شعور له، وهذا الذي يتحول وحشاً كاسراً بعد تعاطيه لهذه المخدرات! رجل عنده بنتان وولد، عمره ثلاثون عاماً، يستعمل المخدرات من خمس سنين، ضاعت الوظيفة، وضاعت النفقة، وتهدمت الأسرة، وصبرت الأم واحتسبت حتى مات الزوج، ثم قامت توفي ديونه مما تجمعه من أقربائها، حتى جمعت مبلغاً من المال وحجت عنه، هل يستحق هذا الزوج كل هذا الوفاء؟!