ومن أصول عقيدتنا: أن نؤمن باليوم الآخر إيماناً يدفعنا إلى العمل ويمنعنا من الوقوع في المحرمات، إيماناً نشعر به أن عذاب القبر وفتنته حق، فنتوقى أسباب عذاب وفتنة القبر.
وإيماناً نعلم به أن الحشر والحساب حق، فنتوقى الأشياء التي سوف تهلكنا يوم الحساب.
إيماناً باليوم الآخر يشعرنا أن الجنة والنار حق، فنسعى لكل أمر يدخلنا الجنة ونتجنب كل أمر يوصلنا إلى النار.
هذا الإيمان باليوم الآخر الذي فقد طعمه اليوم لدى الكثير من المسلمين.
فقد طعمه، فإذا ذكرت الجنة أو النار لم تتحرك القلوب.
فقد طعمه فإذا ذكرت الشفاعة لم تهف إليها النفوس.
تجمدت القلوب فإذا ذكر الحوض لم تتطلع إليه النفوس.
فإذا ذكر تطاير الصحف! وتفصيلات المحاسبة! ودنو الشمس من الخلائق! وظل الرحمن! لم تتشوق القلوب إلى هذا الظل ولم تخش النفوس تلك الشمس الساطعة بإحراقها فوق الرءوس.
إن هذه المعارف الباردة لا يمكن أن تغير واقعاً، ولذلك لم يكن لمعاني نصوص اليوم الآخر الأثر المطلوب في نفوس المسلمين.