[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]
وأمرك بالمعروف والنهي يا فتى عن المنكر اجعل فرض عين تسددِ
اجعله فرض عين.
على عالمٍ بالحظر والفعل لم يكن سواه به مع أن عدوان معتدِ
ينبغي أن يكون عالماً فيما يأمر عالماً فيما ينهى، فبين أنه لو كان الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر مهدداً بالضرب أو السجن أن يفعل به ذلك، فإذا سكت عن الأمر والنهي لا يأثم، لأنه مكره، لكن لو صبر وأمر ونهى فهو مأجور، لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (سيد الشهداء حمزة، ورجلٌ قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله)
وأنكر على الصبيان كل محرمٍ لتأديبهم والعلم في الشرع بالردي
فإذاً لو أن أحداً من الناس رأى مع صبي مزماراً، هل يقول: هذا صغير ليس مكلفاً أو يأخذه منه؟ يأخذه منه لابد، لو رأى على ذكرٍ ذهباً نزعه منه، وأعطاه لوليه، وقال له: لا يجوز لك أن تلبسه ذهباً، ولا يجوز للصبي كذلك أن يلبس ثوباً مسبلاً، لا يجوز لوليه أن يفعل به ذلك، فالصبيان هل ينكر عليهم؟
الجواب
نعم.
وبالأسهل ابدأ ثم زد قدر حاجة فإن لم يزل بالنافذ الأمر فاصددِ
يعني لا تبدأ مباشرة بالضرب، أولاً ابدأ بالكلام الطيب بالحكمة والرفق، ثم زد قدر حاجة: على قدر الحاجة تعلو الوتيرة في الإنكار، فإن لم يزل بالنافذ الأمر فاصددِ، إذا لم يستجب لك ولا استطعت أن تغير بيدك، فاصدد عنه، لا تجلس معه في مكان المنكر، تقول: نهيت عن المنكر وفعلت الذي عليَّ وما استجاب، فسأواصل الجلوس، لا يجوز.
إذا لم يخف في ذلك الأمر حيفه إذا كان ذا الإنكار حتم التأكدِ
لأن بعض الناس قد يكون له سلطان، فإذا فعل به ما فعل في مجلسه، أو أنكر عليه آذاه، فيسقط وجوب الإنكار حينئذٍ.
ولا غرم في دف الصنوج كسرته ولا صورٍ أيضا ولا آلة الددِ
الصنوج: هذا الطار الذي له حلق معدنية، إذا هزها ضربت الحلق ببعضها فأصدرت صوتاً، فهذا لا يجوز، الدف المباح للنساء في الأعراس هو الذي ليس له حلقٌ، هو الدف العادي، هذا الذي ليس له حلقٌ معدنية متصلةٌ به، فإذا استعمل دفاً آخر لم يجز، وإذا كسر الطبل أو العود لا غرم عليه، لا يستطيع صاحبه أن يشتكي للقاضي ويقول: اضمنه لي، كسرت عودي كسرت طبلي، فلا غرم في ذلك، ولا صور ٍ أيضاً: يعني التماثيل لو أتلفها، فإنه لا يضمن الثمن ولا يستطيع أن يقول: كسرت تمثالي أعطني قيمته، والدد: هو آلة اللهو.