مصادر الخوف كثيرة، منها مثلاً: الشائعات التي تروج في المجتمع بكافة الوسائل المرئية والمسموعة والمكتوبة هذا الخوف يؤدي إلى الإحجام عن الالتزام بالإسلام، وكثيرٌ من الأخبار الشائعة التي بين الناس لا أساس لها من الصحة في غالب الأحيان، وفي أحيانٍ أخرى تكون مضخمة جداً، وهي التي تخيف الناس وترعبهم وتمنعهم من الالتزام بالإسلام، لأنهم يظنون بأن الجو الذي سيصبحون فيه جو رعب دائم، ولكن الذي يتذكر قول الله عز وجل {فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}[الأنعام:٨١ - ٨٢] إن الذين لهم الأمن هم كما قال الله عز وجل: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}.
بل إن الذي يبتعد عن شرع الله عز وجل هو الذي يعيش في رعبٍ وخوفٍ دائم من الشرور والآثام التي يقترفها يومياً إنه يخاف لأنه جبانٌ رعديد، فقد جعلت المعصية منه فأراً جباناً لا يستطيع أن يثبت.
أيها الإخوة! إن الذي يتمسك بشرع الله يثبت الله قدمه في مواقف تزل فيها الأقدام، ويربط الله على قلبه فتجده شديداً قوياً وهو يواجه مشاكل الحياة.
مثلاً: هناك رجلٌ معرض لأن يفصل من وظيفته، إذا كان مؤمناً بالله وبمن كتب الرزق؛ فإنه لا يخاف مطلقاً؛ لأن الله سيرزقه.
أما الرجل غير الملتزم بالإسلام ما إن تلوح في وجهه شبح الطرد أو الفصل من وظيفته، إلا وتجده قلقاً في الليل والنهار، لا يستطيع أن ينام، تهزه كل كلمة تأتيه من رئيسه؛ لأنه ليس متمسكاً بالدين ولا بأحكام الإسلام، فمن أين له الجرأة ومن أين له الثبات؟! ومن أين له الطمأنينة التي يقذفها الله في قلوب المؤمنين؟! إذا حصل لولده أو له مرض؛ وجدته جزعاً قلقاً مضطرباً، بل إنه قد يموت من رعبه، وتزداد حالته سوءاً؛ بخلاف المتمسك بأحكام الدين الذي يعلم بأن هذا ابتلاء، وأن له فيه الأجر من الله عز وجل.
كثيرٌ من الناس ماتوا عندما سمعوا بأقارب لهم قد ماتوا، وبعضهم حصل له شلل، وبعضهم حصل له جزعٌ شديد، والسبب هو الخوف، الخوف ليس معنا نحن الملتزمين بأحكام الإسلام، الخوف يؤرق ويقلق كل إنسانٍ بعيد عن منهج الله؛ لأن الله تعالى أنزل هذا الدين موافقاً لفطرة البشر، فالذي يبتعد عن الفطرة وعن أحكام الدين لا بد أن يعيش في قلق وخوف دائم.