عباد الله: إن جانباً عظيماً من المسئولية يقع على أولياء الأمور في تعهد بناتهم وأولادهم، فإن كثيراً من الأولاد يساقون إلى الفاحشة ذكوراً وإناثاً بهذه المثيرات للغرائز التي تعرض على العالمين مما يأتينا من الكفار، ومن هم من جلدتنا من أبناء المسلمين، ولذلك كان لزاماً على كل أبٍ أن يقوم على تعهد بناته وأبنائه، ولزاماً على كل زوجٍ أن يقوم على تعهد زوجته، وإلا فالخراب والدمار.
قال لي أحد الإخوة: مررت بمجمع تجاري في الساعة الواحدة ليلاً، فرأيت منظراً عجيباً، ثلاثة أولاد يقفون في الشارع بنت عمرها سنتين ونصف تقريباً، وولد عمره ثلاث سنوات، وولد آخر عمره سبع سنوات، فأكملت طريقي، ثم عدت من نفس الشارع في قراب الساعة الثالثة إلا ربع وقبل الفجر، فوجدت المنظر ذاته البنت الصغيرة جالسةً على الرصيف وهكذا حال الأولاد، فاستغربت وتعجبت لهذا المنظر، وهؤلاء الأولاد في هذه الساعة المتأخرة من الليل قبل الفجر، فأوقفت سيارتي، ونزلت إليهم، فقلت: مالكم واقفين في هذه الساعة؟ وما سبب حضوركم في هذا المكان؟ ورأيت البنت الصغيرة في عينيها عبرةٌ ودمعةٌ، وكذلك في عيون إخوانها، فأجابني الولد الكبير بعد السؤال والنقاش: إن أمنا قد خرجت في (ليموزين) إلى هذا السوق الذي فيه مكان للألعاب، ووضعتنا فيه، وقالت: سأعود إليكم الساعة الواحدة، ثم مضت مع شخصٍ تقول: إنه خالي، ولكنني لم أره من قبل، لكنه كان يقول إنه خالي، ثم تحدث الطفل عن مأساته، وعن مأساة إخوانه والدمعة تترقرق، والعبرة تختنق، والصوت يتهجد، وانتهت القضية بأن أوصلهم إلى بيته.
ولكن هذه الأم المجرمة التي تلقي بفلذات كبدها إذا كان لها فلذات إلى هذا الوقت إلى الساعة المتأخرة في الليل لتذهب مع رجل أجنبي تعرفت عليه في استقبال المستشفى.
أيها الإخوة: أين الزوج؟ أين العائلة؟ أين الأسرة؟ أين الحماية؟ ضياع الأولاد انتشار الفواحش شيوع الأمراض جلب نقمة الرب على المجتمع، أين العقول؟ أين الغيرة؟ لماذا هكذا نفيت الأسرة؟ لماذا يذهب الزوج بعيداً عن زوجته؟ لا رقابة، تفلت الأمور للمرأة للخروج كيف تشاء، و (للموزينات) تعمل في نقل البغايا، عجباً لنا كيف وصلنا إلى هذه الحال؟!! هل من توبة؟ هل من عودة؟ هل من قيام بالمسئولية يا عباد الله؟ (كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته) وأنت موقوف بين يدي الرب سائلك عن أولادك ذكوراً وإناثاً، وعن زوجتك، إن الله سائلٌ كل راعٍ عما استرعاه، أحفظ ذلك أم ضيعه.
اللهم إنا نسألك الرأفة واللطف بنا يا رب العالمين، اللهم الطف بنا يا أرحم الراحمين.
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء، اللهم انشر رحمتك على العباد، واقمع أهل الزيغ والكفر والعناد.