[سبق خديجة نساء الأمة إلى الإيمان بالنبي عليه الصلاة والسلام]
ومما اختصت به خديجة رضي الله عنها: أنها سبقت نساء الأمة كلها في الإيمان، وهذا يمكن أن يكون من أفضل ما حصل من الخير لهذه المرأة، ولذلك سنت لكل من آمنت بعدها من النساء سنة حسنة، فيكون لها مثل أجورهن؛ لأن من سنَّ سنةً حسنة، كان له أجرها وأجر من استن بها إلى يوم القيامة، وقد شاركها في ذلك أبو بكر الصديق بالنسبة للرجال، ولا يعرف قدر ما لكل منهما من الثواب إلا الله عز وجل، لأن الصديق فتح الباب، فسنَّ السنة للرجال، وخديجة فتحت الباب فسنت السنة للنساء، فكل امرأة بعد خديجة تكون مقتدية بـ خديجة، فلـ خديجة مثل أجرها، وكونه عليه الصلاة والسلام عاش معها في هذا الوفاء فإنه يدل على حسن العهد، وحفظ الود، ورعاية حرمة الصاحب والمعاشر حياً وميتاً، لأن حسن العهد من الإيمان، كون الإنسان يكون وفياً لصاحبه الذي عاش معه السنوات الطويلة هذا من الإيمان.
وكذلك في هذا الحديث إكرام وإعانة الصديق والصاحب؛ لو مات لك صاحب عزيز، فإكرام أصدقائه من السنة، والنبي عليه الصلاة والسلام لما ماتت زوجته خديجة، أكرم صويحباتها؛ لأجل خديجة، وكان يهديهن ويذبح لهن الشاة ولا ينساهن.