للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الرد على سفسطة فرقة الحسبانية بسلاحهم]

هناك طائفة اسمها الحسبانية وهؤلاء فرقة صوفية يقولون: كل الذي في الدنيا أوهام، أنت متوهم أنك موجود،، وأنا متوهم أنني موجود، أنت متوهم أنه توجد طاولة هنا، أنت متوهم أن يوجد سقف وجدار، الصحيح أنه لا يوجد شيء أبداً، وكل الأشياء التي في هذه الدنيا وهم في وهم، وما لها حقيقة، يقولون: (ليس إلا الله والكثرة وهم) الرب واحد، والعبد واحد، والعبد رب، والرب عبد، فتقول لهم: وهذه الأشياء المتعددة؟ قالوا: هذه أوهام وليست حقائق، أنت تتوهم أنك موجود، والحقيقة أنك غير موجود وأنا غير موجود، والناس هؤلاء تتوهم أنه يوجد مئات هنا، لكن كل هؤلاء غير موجودين.

فكان أحد هؤلاء في مجلس أحد الخلفاء، فقام ثمامة بن أشرس رحمه الله إليه فلطمه لطمةً سودت وجهه، فقال هذا الرجل: يا أمير المؤمنين! يفعل بي هذا في مجلسك؟! فقال ثمامة: وما فعلت بك؟ قال: لطمتني، قال: لعلي إنما دهنتك البان! والبان شجر معروف شديد الخضرة يستخرج منه دهن البان، قال: أنت متوهم ما ضربتك، وأنما دهنتك بالبان، ثم جعل يقول:

ولعل آدم أمنا والأب حوا في الحساب

ولعل ما أبصرت من بيض الطيور هو الغراب

وعساك حين قعدت قمت وحين جئت هو الذهاب

وعسى البنفسج زنبقاً وعسى البهار هو الشذاب

وعساك تأكل من قفاك وأنت تحسبه الخضاب