ومن الأمور المهمة -أيها الإخوة- للدعاة إلى الله سبحانه وتعالى الذين يكون عندهم من الفطنة ما يسبب هداية أناس، وربما إسلام بعض الكفار على أيديهم: أن تكون الدعوة في حال وجود مجموعة من المنحرفين موجهة في البداية إلى قائدهم، أو كبيرهم؛ لأن المجموعات في الغالب يكون فيهم لشخص هو أقوى شخصية من الجميع، ولو أن هذا الرجل اهتدى، فلعلهم أن يهتدوا بهدايته، أو على الأقل ينشق بعضهم عن بعض مما يسهل التأثير عليهم، يقول هذا الأخ: كنا مجموعة من الشباب في الجامعة، حاول فينا عدد من دعاة الشباب في السكن الجامعي ولم يفلحوا في التأثير علينا، وربما أعزو ذلك لاختلاف الطبائع والعادات، فبقينا على طبائعنا غير أنا كنا نؤدي الصلاة، لكننا نرى الأفلام، ونسمع الأغاني، ونقتني المجلات، وكان يتزعمنا في الجرأة والمعصية أحدنا، وفجأة يهتدي هذا الزعيم بين ليلة وصباحها، فتأثر نصفنا بهذا واجتمعنا على التوبة، وانقسمت مجموعتنا إلى قسمين، فتوفقنا في دراستنا ولله الحمد وتخرجنا، وانسحب النصف الآخر من الجامعة وطردوا بسبب تدني مستواهم الدراسي، فالحمد لله على الهداية والتوفيق.
إذاً يكون التركيز على هذا الرأس من الأمور المهمة ولو كان عنيداً، وهذا لا يعني أن يترك البقية، لكن لا بد أن يحسب الداعية هذه الخطوة، ويعلم مكانة هذا الشخص للبدء به.
النبي صلى الله عليه وسلم كان يركز كثيراً على زعماء القبائل، وكان يتألفهم ويكرمهم، ويبش في وجوههم -وهم كفرة- يتألفهم، فإذا هدى الله القائد، أو رئيس القبيلة في الغالب تتبعه القبيلة؛ نظراً لطبيعة العلاقة بين زعيم القبيلة وأفراد قبيلته التي كانت موجودة في الأيام الأولى.