من الثغرات الموجودة أيضاً في بيوتنا أو بيوت الدعاة، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ بيوتنا جميعاً منها: مسألة الملاهي المحرمة، والوسائل المرئية أو المقروءة أو المسموعة المشتملة على الحرام، ولا شك في حرمتها وفسادها، وإفسادها واضحٌ جداً، فمناظر الاختلاط في هذه الوسائل موجودة، الحرب على الدين موجود، الاستهزاء بالمتدينين موجود؛ تعرض التمثيليات من أجل ذلك، والإعلانات التجارية وما فيها من المنكرات، وما يتفرج عليه الأولاد من أفلام؛ حتى أفلام الكرتون ما سلمت من الشرور والمفاسد، التي فيها إضرارٌ بالعقيدة ونحو ذلك! الصور المحرمة، الأدوات الموسيقية، الألعاب؛ حتى ألعاب الأطفال يهمل البعض في إدخالها إلى البيت وقد تكون فيها صلبان، أو فيها نرد وهو محرم، أو فيها بطاقات ألعاب فيها سحب من البنوك واقتراض بفوائد، أو الأصنام ذات الرءوس، وألعاب الكمبيوتر المحرمة، وربما يوجد فيها مناظر للنساء متعريات، ولدٌ يقبل بنتاً في ألعاب الكمبيوتر، وصور الكنائس، وربما أدخل الكمبيوتر على شاشة التلفزيون فيؤدي إلى رؤية أولاده لهذا في غيابه، وحتى عدم مراعاة الأضرار الصحية، حتى اضطرت شركات ألعاب الكمبيوتر الكتابة على الأجهزة؛ مثل شركة ناين تيندو وغيرها من الشركات تقول: إن الإدمان أو الإكثار من اللعب بهذه الألعاب هو من أسباب مرض الصرع عند الأطفال، وهذا واضح، ولذلك تجد عدداً من أطفال هؤلاء الدعاة ربما انهمكوا فيها، فتجد الولد عصبي المزاج من كثرة إدمانه على هذه الألعاب.
فأقول: حتى بعض الأشياء التي ليس فيها منكرات قد يكون في الإدمان عليها أضرار صحية يحولها إلى منكرات، ولذلك يجب أن يكون اللعب بقدر محدود في مثل هذه الأشياء، لماذا لا يأتي لهم بألعاب التصويب والتهديف، أو الفك والتركيب، أو الألعاب العضلية، ويلعب بها هو معهم؛ كلعبة الكراسي ولعب الكرة، أو يأتي لهم بآلاتٍ متحركة، أو ببعض البرامج المفيدة: تربية الحيوانات، الدراجة، الأرجوحة؟ والمقصود أن هناك بدائل شرعية عن هذه الألعاب المحرمة الموجودة في السوق، وأشرطة الأناشيد التي ليس فيها محظورات من الميوعة في الألحان، ومطابقة ألحان الأغاني، وحتى الدمى هذه التي يعلب بها البنات ينبغي أن تكون مطابقة للشريعة، فإن بعض العلماء يحذر من هذه الدمى البلاستيكية متقنة الصنع، التي ربما تتكلم وتمشي وتتحدث، وتفتح عينيها وتغمضها، بل سمعنا من الطامات الآن أنه يوجد بعض المحلات الخاصة ببيع ملابس عرائس الأطفال، هذا محل يبيع ملابس باربي، هذا محل يبيع ملابس شنطة، الشنطة بكذا، والحزام بكذا، والملابس بكذا، محلات خاصة ببيع ملابس عرائس الأطفال، وتنفق فيها الأموال، وتهدر هذه الأموال التي ينبغي أن تذهب لمنفعة المسلمين.
ثم ينبغي على الداعية أيضاً أن ينتبه لمسألة البديل، قد لا يوجد بديل في بعض الأشياء، فلا يلزم أن يوجد بديل لكل شيء، قد يكون الشيء محرماً بالكيلة لا يوجد له بديل فيلغى، يعني: إذا وجدت موسيقى هل هناك موسيقى إسلامية، وإذا وجد رقص فلا يوجد رقص إسلامي، فمثل هذه الأشياء التي توجد عند بعض الناس الذين لديهم أشياء من الجرأة والعقلانيات، لا شك أن هذا من منهج المنحرفين في مثل هذه الموضوعات.