أما أتباع الدجال، فإنهم أصناف، قال عليه الصلاة والسلام:(أكثر أتباع الدجال اليهود والنساء) وقال: (ينزل الدجال في هذه السَّبِخة بمر القناة -وادي قرب المدينة - فيكون أكثر من يخرج إليه النساء، حتى إن الرجل ليرجع إلى حميمه وإلى أمه وابنته وأخته وعمته فيوثقها رباطاً مخافة أن تخرج إليه) أي: الرجل العاقل المسلم يذهب إلى نساء أهل بيته يربطهم؛ مخافة أن يخرجن النساء للدجال فيؤمنون به، يقعون في فتنته.
وقال صلى الله عليه وسلم:(يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً عليهم الطيالسة) نوع من اللباس على الكتف يجلل البدن كله، إذاً: الدجال يتبعه يهود ويتبعه رجال ونساء لكن النساء أكثر.
ويتبعه كذلك من العجم أقوام كثيرون ولذلك قال صلى الله عليه وسلم:(يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرّقة) المجان: جمع مجن، والمجن: هو الترس، والمطرقة أو المطرّقة هي: صفة لهذه التروس، يعني كأن وجوه الناس الذين يتبعون الدجال عريضة وأنها مكتنزة لحماً، شبهها بهذه التروس، وهؤلاء منهم عجم ومنهم ترك، ولكن منهم من العرب من يفتن ويتبع الدجال.
وهنا -أيها الإخوة- نلاحظ أمراً وهو تواطئ اليهود مع الدجال، الذي جاء على أنه يهودي أيضاً، وهذا يبين أن دور اليهود لا ينتهي إلى قيام الساعة، وأنهم يريدون أن يهيمنوا على العالم ويسيطرون عليه، ولذلك اليهود في عقيدتهم أن الدجال اسمه المسيح بن داود، وأنه يخرج في آخر الزمان، وأنه يرد إليهم الملك.
فينبغي أن نحذر من اليهود في كل عصر ووقت، وأن نعلم أن اليهود هم أعداؤنا دائماً وأبداً، وأن اليهود مثلما وضعوا السم للرسول صلى الله عليه وسلم فمات مسموماً في ذراع الشاة التي قدمها اليهود له؛ فإنه مؤامرتهم على الإسلام لا تنتهي، وأنه سيكون من أواخر مؤامراتهم أنه يخرج منهم فقط سبعون ألفاً يتبعون الدجال، ويقاتلون مع الدجال وهذا شأنهم؛ لأنهم أعداء الله عز وجل، الذين أعرضوا عن دين الله فأضلهم الله سبحانه وتعالى.
وأما من يتبع الدجال فهم الأعراب، وهم عوام الناس، وجهلة الناس، ويدل عليه حديث الأعرابي الذي ذكرنا في إحياء الدجال لأبيه وأمه بقدرة الله عز وجل، وهنا نقف وقفات، فنقول: أولاً: إن النساء لا بد أن يكون لهن نصيب عظيم من الاهتمام بالتربية والتعليم، وأنه نتيجة فشو الجهل في النساء، وغلبة العاطفة عليهن؛ فإنه يحدث منهن انجرافات وانحرافات كثيرة، ولذلك على المرأة المسلمة أن تتقي الله عز وجل، وأن تحرص على تعليم وتربية نفسها على الإسلام، ونحن علينا أن نحرص على نسائنا من أخوات وأمهات وعمات وخالات وجدات إلى آخره من القريبات فنربيهن؛ لأنه بسبب عدم تربية النساء تحصل شرور كثيرة.
ومنها على سبيل المثال: أن تعيش في جهل وغفلة، ولذلك تفتن به، فأول ما يأتي تتابعه، ولكن لا شك أنه سيصمد من النساء كثيرات، وكذلك فإننا نعلم درساً عظيماً من هذه القصة، وهي أن عوام الناس الذين يغلب عليهم الجهل، ويغلب عليهم الغفلة يسهل خداعهم بشكل كبير ولذلك لاحظ الآن أي فتنة تثور وأي واحد يقول: يا أيها الناس هلموا إلي، ويعرض أشياء يضل بها الناس، كثير من العوام يتابعونه، لأن العوام مشكلتهم أنهم لم يتربوا على الإسلام، ولذلك أي فتنة تكون من أكبر أسبابها قيام العوام، ولذلك ينبغي أن يكون للدعاة إلى الله عز وجل تركيز وتوجيه كثيفين نحو العوام؛ لأن العوام إذا لم يضبطوا يحصل بسببهم فتن كثيرة، لاحظ الآن لما حصلت هذه المشكلة الأخيرة، العوام ما هو موقفهم، خوف ذعر، نشر أخبار، وبلبلة وهروب، وتصرفات عشوائية من تحويل العملة وو، فإذاً هذه مشكلة العوام في كل بلد وفي كل زمان، ولذلك يحصل بسبب ثورانهم فتن وقتل وأمور كثيرة من التهاويل، ولذلك لا بد أن يقوم العلماء بواجب الدعوة ليلتف العوام حولهم، ولا بد أن يقوم طلبة العلم والخطباء وأئمة المساجد، والناس الأخيار وأهل الدين والدعاة والمربون والقدوات، ولا بد أن يظهروا بين الناس.
ولكي نضبط العوام لا بد أن يكون هناك قدوات تلتف حولها العوام، ثم لا بد أن يكون هناك تركيز إعلامي إسلامي لتوجيه العوام؛ وضبط العوام، لأن العوام أكثرهم مغفلين فعلاً، ولذلك لا بد من وضع خطط إسلامية لاحتواء العوام وتوجيههم، وتوضيح القدوات للعوام، وتربية العوام على الإسلام، وكلما تربى الشعب أكثر؛ كلما حصل الهدوء والطمأنينة في البلد أكثر.