كذلك فإن الاستعداد للزواج أمر مهم، فإن بعض الشباب لا يقدرون للأمر قدره، ولا يعدون له عدته، يأتيك شخص متحمس يقول: أريد الزواج والشريعة حثت على الزواج، وأنا لا بد أن أتزوج ويسعى في الأمر سعياً شديداً، لكنه ما أعد العدة من جهة الشعور بالمسئولية من جهة العلم بالحقوق الشرعية للزوجين من جهة البحث عن مصدر للمعيشة، وبعض الأشخاص إذا تزوج ليس مستعداً أن يذهب ويشتري طعاماً ولا أن يأتي بمن يكمل بيته؛ لأنه ليس عنده شعور بالمسئولية، ولذلك كثير من هذه الزواجات تفشل لهذا السبب.
وإعداد الشاب نفسه للمسئولية مستقبلاً أمرٌ مهم، وقلنا: الإعداد يكون إعداداً علمياً ويكون إعداداً نفسياً، وأن يقدر المسألة قدرها، وأن هذه أسرة ستنشأ، وأولاد سيتحمل مسئوليتهم سيأتي لهم بطعامهم ولباسهم ويذهب بهم إلى الطبيب، فبعض الكسالى يقولون: نريد زواجاً بغير مسئوليات، كيف تريد زواجاً بغير مسئولية؟! ولذلك يقع لهم في بداية أمرهم أشياء محرجة للغاية حتى يعاب من قبل أهل زوجته، يقولون: زوجنا شخصاً غير ناضج، إذا انتهى الغاز من البيت لا يأتي بالغاز، وإذا انتهى اللحم لا يأتي بلحم، وإذا انتهى الخبز من البيت ليس مستعداً أن يذهب إلى البقالة ليأتي به فهو كسلان، هذه قضايا مهمة ومسائل واقعية؛ ولذلك من أسباب فشل الزواجات عدم الاستعداد النفسي لتحمل المسئولية في المستقبل، تريد أن تقدم على خطوة كهذه الله يعينك نعم لا شك في ذلك؛ لكن إذا لم تبذل الأسباب ولم تعرف قدر القضية فلن تنجح.