ثم علمنا عليه الصلاة والسلام ألا نتغيب عن أهلنا فترة طويلة وننقطع عنهم بغير حاجة، وإذا قضى الواحد حاجته في السفر فليرجع، ولذلك قال في الحديث:(السفر قطعة من العذاب، فإذا قضى أحدهم نهمته فليعجل إلى أهله) رواه البخاري وذلك كراهة الاغترب عن الأهل لغير حاجة، لئلا يضيعوا؛ ولأنه إذا سافر شق على الزوجة وعلى الأولاد.
لما جلس إمام الحرمين موضع أبيه سئل: لِمَ كان السفر قطعة من العذاب؟ فأجاب على البديهة: لأن فيه فراق الأحباب؛ فلذلك ينبغي ألا نتغيب عن أهلنا فترة طويلة، وإذا انتهت الحاجة من السفر رجعنا لهم مباشرة، بعض الناس يتحجج بالدعوة، ويخرج أياماً طويلة يقول: في الدعوة، وقد ترك أهله ما عندهم قطعة خبز، والولد يريد المستشفى ولا يوجد أحد يذهب به، ماء عذب للشرب لا يوجد الخ.