السبب الذي من أجله نطرق هذا الموضوع وهو موضوع " المرأة المسلمة على عتبة الزواج " لأننا نسمع قصصاً كثيرة في الواقع تدل على أن هناك نقصاً في الوعي من بعض النساء في موضوع اختيار الزوج أو الموافقة عليه.
فمثلاً أذكر لكن -أيتها الأخوات الكريمات- نموذجاً أو أكثر من أمور واقعية حصلت عند بعض النساء اللاتي تزوجن، حتى يتضح لكن ما أريد الوصول إليه من وراء عرض هذا الموضوع، امرأة تقول: تزوجت من رجل كان يظهر في البداية الخير والاستقامة، قدم إلي هدايا، لاطفني ولاطف أهلي، سألنا عنه قالوا: إنه إنسان طيب وأخلاقه طيبة، وبعد الزواج تبين ما يلي: تارك للصلاة، يستهزئ بي وبديني وحجابي، أعطاني مهلة لأنزع الحجاب وأكشف وجهي على إخوانه، وأقدم الضيافة لأصحابه الرجال الأجانب، يقوم بنزع الحجاب عن رأسي بالقوة، حرمني من المناسبات الطيبة ولقاء أخواتي في الله، وحضور المحاضرات الإسلامية، مزق كتبي، وكسر الأشرطة الإسلامية التي لدي، يضربني باستمرار ويشتمني ويهينني حتى أمام أهله، ويقول: أنا أخذتك من الشارع، ومرة انفرد بي في غرفة وضربني حتى سال الدم، أسقطت مرتين أحدهما طفل له أربعة أشهر دفناه، الإسقاط كان نتيجة الضرب، يسافر إلى الخارج - بانكوك - لديه خطابات من نساء هناك، وصور بين أوراقه، يسافر للبلاد البعيدة للفاحشة، وللبلاد القريبة لشرب الخمور، ويتذرع بأن لديه أعمالاً تجارية، وهو يتعاطى المخدرات، لا ينفق علي وأعطاني مرة مائة ريال وقال: هذا مصروف السنة، اشتريت كثيراً من أغراض البيت من مالي الخاص حتى الحلويات أوفرها مما يضيفني إياه الناس من أجل الأولاد، يستهزئ بالدين ويقول: ما عليك مني، إذا أراد ربي أن يهديني هداني لا دخل لك بي، أنا ربي يحاسبني، أنا قلبي نظيف، (البيرة) التي أشربها فيها (١%) كحول، وإذا سألته: لماذا كنت سكراناً الليلة الماضية؟ قال: كنت أمثل عليك، إذا رآني أصلي وأدعو ربي قال مستهزئاً بي: أنت شحاذة ما عندك إلا الشحاذة من الله، يطلق في كل حين، أنا أظن أني أعيش معه في الحرام.
هذا نموذج من النماذج الموجودة في المجتمع نسأل الله العافية، لكن نقول: أيتها الأخوات! كيف وصل الأمر أصلاً إلى هذه الدرجة، وكيف حصل هذا أصلاً؟ ما حصل إلا لنتيجة نقص الوعي لدى مثل هذه المرأة المسكينة، طيبة متدينة لكن ليس هناك أسس تنظر من خلالها عند الموافقة على الزوج، ليس هناك وعي في البحث والسؤال، ليس هناك طرق صحيحة يعمل بها، ولذلك تكون النتيجة كوارث مدمرة، واكتشافات لمصائب، ولكن بعد فوات الأوان، اكتشافات في مراحل متأخرة جداً وكثير من الأحيان يريد أهل الفتاة أن يستمر الوضع لكي يستروا على ابنتهم ولا يريدون المشاكل وقد لا يكون الوضع في بيتهم مهيأ أصلاً لرجوع الفتاة وهم أرادوا أن يزوجوها، وينتهي هذا العبء والحمل، فيكون الرجوع مسألة صعبة جداً وقد تستمر المسكينة في هذه الحياة والسنوات تمضي وهي في هذا الذل والبؤس.
بعض النساء لا يعرفن أضرار الزواج من الشخص الفاسق الفاجر، ويكتفين بالسؤال الأول من أول وهلة، فقد يكون الشخص المسئول هو قريب لهذا المتقدم، وقد تكون خالته أو عمته وبالطبيعي فإنهن سيثنين عليه، فليست الأقارب الخلّص هنّ اللاتي تعتمد شهادتهن أصلاً في الرجل.
وأضرار الزواج من الكافر المرتد تارك الصلاة المستهزئ بالدين لا تحصى ولا تعد، وهذه نماذج ذكرناها نتيجة طبيعية حتمية لمن تتزوج برجل لا يخاف الله، ولو كان الشخص ذا أخلاق طيبة، ولكن يكون لديه انغماسٌ في الحرام كأن يعمل بوظائف محرمة كوظائف البنوك مثلاً، فهل يكون من الأمر المحمود أن تأكل من الحرام، وأن تطعم أولادها من الحرام، وتشرب من الحرام، وتلبس من الحرام وهكذا؟ وأي خيرٍ وأي بركة يكون في حياتها وحياة أولادها وبيتها وهي أهملت عندما عرفت بأن هذا وضع الزوج ولكن قالت: أقدم عليه؟! يجب أن تكون المحاولة قائمة، والجهد مستمر لكشف المزيفين، وهذه طائفة من الناس يعلمون أن المرأة في الغالب تريد المتدين، ولذلك قد يظهرون التدين والالتزام لأجل الزواج فقط، قد يصلي في المسجد لأجل الزواج فقط، وينبغي أن يكون سؤال المرأة عبر أوليائها، أو عبر نساءٍ أخريات حتى تصل المسألة إلى أناس ثقات عندهم معلومات كافية عن وضع هذا الرجل، وقضية التحري مطلوبة ومهمة في هذا العصر الذي اختلط فيه الحابل بالنابل، وأصبح الوصول إلى معلومات صحيحة أمراً متعسراً، لذلك كان لا بد من دراسة الموضوع دراسة كافية، وعدم التسرع، وكثيراً ما تكون المرأة هي الخاسرة في مثل هذه القضايا.
هناك خطأ يحصل أحياناً لا بد من الإشارة إليه، وهو: أن بعض النساء قد يحصل عندها جرأة في السؤال عن الشخص، فتتصل هي مباشرة بمديره في العمل، أو تتصل مباشرة بأصدقائه، وتسأل بنفسها تريد أن تصل إلى معلومات، ولكن هذا الأمر ينافي مسألة الحياء التي سبق أن ذكرناها في البداية، وليس من المناسب أن تقوم المرأة بسؤال الرجال، يمكن أن تصل إلى الرجال عن طريق أوليائها، أو عن طريق صاحباتها المتزوجات من أزواج ثقات، فإنها تستطيع أن تصل في النهاية للمعلومات لكن بطريقة سليمة، ومسألة انفتاح المرأة على الرجال في الهاتف والكلام في الاجتماعات مسألة لا تحمد، وكثيراً ما كان لها نتائج سلبية جداً.