رابعاً: لابد للمسلم من الأخذ بالأسباب، ولا تعني النقطة السابقة أنك ترى الحِمام أمامك، وترى مواقع القتل أمامك فتدخل فيها، فليس ذلك من معاني دين الإسلام ولا من أوامره، بل إذا لقيت شراً فانأ عنه وادرأ بنفسك عنه ما استطعت، إذا كان نأيك عنه مشروعاً، واتخاذ الأسباب المشروعة في الوقاية من الهلاك أمرٌ مشروع، فوضع مكان آمنٍ في البيت، أو هذه الملصقات على الزجاج حتى لو طار طيارٌ على مستوىً منخفضٍ بأسرع من سرعة الصوت مثلاً لا يتهشم الزجاج ولا يتناثر فهذا أمرٌ مشروع ولا بأس به، وسد المنافذ حتى لا يدخل غازٌ لو حصل أن جاء -ونسأل الله أن لا يأتي- أمرٌ لا بأس به، ووضع بعض الأطعمة في البيت حتى إذا غلقت الأسواق ولم تجد مكاناً تشتري منه أمرٌ لا بأس به، ووضع مصدر للإنارة في البيت حتى إذا قطعت الكهرباء يكون عندك مصدرٌ آخر، أمرٌ لا بأس به، وهو أمرٌ مشروع، فإذاً اتخاذ الأسباب المشروعة لوقاية النفس من الأخطار، والتي هي من عين الحكمة، ومن عين العقل أن تتخذها.