[الأطعمة المباركة]
وقد جعل الله تعالى في بعض المطعومات بركة، ومثل ذلك زيت الزيتون لقوله تعالى: {يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ} [النور:٣٥].
وقال: {يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ} [النور:٣٥].
وقال عليه الصلاة والسلام: (كلوا الزيت وادهنوا به، فإنه من شجرةٍ مباركة).
() ائتدموا بالزيت وادهنوا به، فإنه من شجرةٍ مباركة).
وكذلك اللبن فهو مبارك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من أطعمه الله طعاماً فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وارزقنا خيراً منه، ومَن سقاه الله لبنا فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه، فإني لا أعلم ما يجزئ من الطعام والشراب إلا اللبن).
وكذلك من الأطعمة التي جعل الله فيها بركةً كبيرةً في الدواء: الحبة السوداء، والعجوة، والكمأة؛ لما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام وهو الموت) حديث صحيح.
وقال عليه الصلاة والسلام (الكمأة من المَنِّ، وماؤها شفاء للعي).
والعجوة من الجنة، وهي شفاء كذلك.
وقال صلى الله عليه وسلم: (من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر).
وكذلك العسل الذي قال الله فيه: {فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} [النحل:٦٩].
وكذلك ماء زمزم فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنها مباركة، إنها طعام طُعْم).
وكذلك ماء المطر ماء مبارك، فإن الله قال: {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكاً} [ق:٩].
وجاء عن أنس رضي الله عنه قال: (أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر، فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه من المطر، فقلنا: يا رسول الله! لم صنعت هذا؟ قال: لأنه حديث عهد بربه) رواه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه.
وكذلك الخيل، جعل الله فيها بركة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة: الأجر، والمغنم).
وكذلك الغنم فيها بركة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم (صلوا فيها -أي: في مرابض الغنم- فإنها بركة).
وقال لـ أم هانئ (اتخذي غنماً، فإن فيها بركة).
والنخل مبارك، جعل الله فيه بركة، زيادة على بقية الثمار والزروع، فقال عليه الصلاة والسلام: (إن من الشجر لَمَا بركته كبركة المسلم؛ هي النخلة) رواه البخاري رحمه الله.
فالله يجعل البركة في من شاء من عباده، وفيما شاء من البقاع، وفيما شاء من الأمكنة والأزمنة.
نسأل الله تعالى أن يبارك لنا في أهلينا وأموالنا وأولادنا.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو البر الرءوف الرحيم.