ومن الأسباب الخارجية: عدم تفقد الإخوة في الله لأخيهم المستقيم، وعدم سؤالهم عن حاله وعدم معرفتهم بواقعه، فقد تصيبه مصائب ويقع في مشكلات نفسية أو عائلية أو عاطفية أو مالية، فعندما يرى أنه لا أحد يسأل عنه ولا أحد يهتم به وبأموره يأتيه الشيطان فيقول له: إنه لن ينفعك إلا نفسك ومجهودك الذاتي، ولن ينفعك الآخرون بشيء، هؤلاء الذين تسميهم إخوة في الله لن ينفعوك بشيء، إنهم لا يسألون عنك ولا عن أحوالك، لو أنهم كانوا حريصين عليك لتفقدوك، لم يزرك أحد عندما مرضت في المرة الفلانية والمرة الفلانية، وعندما وقعت في مأزق لم يهب أحد لنجدتك ولم يمد أحدٌ يد العون لك، إنهم يستخفون بك ولا يكترثون، دعك منهم ومن طريقهم، فيترك الاستقامة.
وهذه النفسية تكون موجودة عند الكثيرين، وقد تكون موجودة عند النساء لأن المرأة حساسة بشكل أكبر من الرجل، وعاطفية بشكل أكبر، فإذا لم تجد أحداً من أخواتها في الله تسأل عنها وتتحسس واقعها فإنها لا تلبث أن تترك ذلك المجتمع الطيب وتقول: إنهن لا خير فيهن لم يسألن عني، وهذا ليس عذراً، نفترض أن هذا الشيء حصل وهذا الشيء خطأ، لا بد أن يسأل المسلمون عن إخوانهم المسلمين، وأن يتفقد المسلمون أحوال إخوانهم المسلمين، لكن لو حصل لك يا أخي هذا الموقف، لو أن إخوانك من حولك تشاغلوا عنك أو غفلوا عنك وعن مشكلاتك، وغالباً أن بعض الناس لا يصرحون بمشكلاتهم ولا يقول: ساعدوني، وينتظر من الآخرين أن يكتشفوا ذلك بأنفسهم، عند ذلك يقول: إذاً لماذا أبقى مع هؤلاء الناس، كونهم لم يسألوا عنك لا يبرر لك عند الله ترك طريق الاستقامة، يعني: عندما يسألك الله يوم القيامة لماذا تركت الاستقامة وتركت التمسك بالدين فلن يكون جواباً: إن باقي إخواني لم يسألوا عني، هذا ليس بجواب وليس بعذرٍ مقبول.