هناك مخططات لإفساد وسلب الهوية الإسلامية من نفوس الشباب، خصوصاً في هذه المنطقة عن طريق القنوات الخليعة التي بدأت تصل تباعاً، فما هي النصيحة في هذا؟
الجواب
أقول: أيها الإخوة: هناك حملات صليبية جديدة؛ ولكنها من نوع مختلف عن الحملات الصليبية القديمة، وهذه الحملات الصليبية -الأمريكية والإنجليزية والفرنسية- في طريقها في الوصول في أول السنة القادمة، في مطلع يناير القادم، لتبث إلينا السموم بأنواعها، سواءً أكان ذلك هدماً في العقيدة، أو دعوة إلى التبشير، أو إدخال التشويش على عقيدة المسلمين، أو تخريب الأخلاق بالمناظر الخليعة، أو الدعوة إلى الأشياء الهدامة.
لقد حدثني أحد الإخوة قائلاً: في أحد البرامج في قناة الـ ( CNN)، مقابلات -وبعض الذين يقابلون يهود مشهورون- يقول: وكانت المقابلة مع رجل وزوجته، والرجل هذا لا يُشبع زوجته جنسياً، فيقول: ما هو الحل الذي أنت تعمله الآن؟ قال: أنا آتي برجل آخر لزوجتي، وأتركه معها في الفراش لكي يقوم بإشباعها، قال: وأنت؟ قال: أنا أصورهم بالفيديو وأنبسط! وكأنه هو الذي يعمل! وهذا البرنامج يُعرض على الهواء مباشرة، ثم تأتي المكالمات من أنحاء العالم ليقول فلان: أنا أؤيد، ويقول فلان: وأنا أيضاً أريد واحداً لزوجتي، وذاك يقول: وأنا مستعد أن أقوم بدور كذا وكذا.
فانظروا -أيها الإخوة- إلى أي درجة وصلت حياة هؤلاء البهائم، ثم هذا يكون على مرأى ومسمعٍ مِن أبناء وبنات المسلمين، هذه دعوة واضحة وصريحة للانحلال، هذا مثال واحد مما وصل إلى علمنا، والله أعلم بالأمثلة الكثيرة الموجودة في مثل هذه الأشياء، ناهيك عما في دعاياتهم من الإباحية، وعما يعملونه من الترويج لأماكن الفسق والدعارة الموجودة في العالم، ولو جلست تتذكَّر وتذكِّر ما هي المحرمات والمنكرات الموجودة في هذا البث المباشر، لطال بك الكلام.
ولذلك فإنني أهيب بكل عاقل ألَّا يترك هذا الجهاز في بيته أبداً، وألَّا يفتحه لأقربائه؛ لأنك يا أخي مسئول عنهم أمام الله سبحانه وتعالى، وإذا كنا من زمان كان الواحد يقول: ممكن أن نراقب، ونعمل عليه مراقبة، إذا كان فيه فقرات جيدة، وإذا كان كذا لكن الآن لا يمكن ولا تستطيع أن تعمل هذه المراقبة، وأنت تضحك على نفسك فعلاً، وما سيأتي فهو أعظم، وهذا الخطر قد نُبِّه عليه، ونَبَّه عليه أهل العلم والفضل، ولكن أين الاستجابة؟ سواءً من جهة إزالة هذه الأشياء من البيوت، أو من جهة تحذير الناس عنها، وهذا أمر خطير جداً، وهذه مسئولية في رقابنا جمعياً، كل واحد في رقبته مسئولية التبليغ، هذا غزو من نوع جديد، غزو من نوع لا يمكن التحكم فيه، وكيف يتحكم فيه؟! وكثير من المخلصين يقولون: لا حول ولا وقوة إلا بالله! وفقط، وبعض الناس قد يزين لهم الشيطان ويقول: تَفَرَّج عليها من باب نصح الناس، تَفَرَّج على البرامج حتى تنصح الناس، وهذا الشاب قد يكون ملتزماً بالإسلام، وقد يكون داعية، وإذا به يتأثر بهذه البرامج، وهذه المناظر، فلا حول ولا وقوة إلا بالله! هذه مسألة -أيها الإخوة- علاجها التوعية، ومع الأسف الأمة الإسلامية الآن ما عندها قناة تبث منها، ما هناك قناة إسلامية في العالم تبث برامج تلفزيونية كاملة على مدار الساعة -مثلاً- وتغطي أهل الكرة الأرضية ببرامج إسلامية، حتى الآن ما وجد، وأهل الكفر ملة ملة، ودولة دولة ينشرون باطلهم وإلحادهم، والمسلمون يغطون في نوم عميق، ما فكروا حتى في إيجاد قناة تبث هذه التعاليم الإسلامية إلى أهل الأرض، ما وُجد -للأسف- حتى الآن، هذه الكثرة الكاثرة من أبناء الأمة الإسلامية لم يستطيعوا إلى الآن ولو إقامة قناة واحدة تبث إلى العالم شرح الإسلام، وأحكام الإسلام، ومحاسن دين الإسلام، والدعوة إلى الإسلام أبداً، وإنما يعمله أعداء الإسلام في المقابلات، وأنواع البرامج حرام.
وليت المسلمين يقومون بشيء من الجهد الواجب عليهم في نشر الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، في طريق خالٍ من المنكرات والشبهات.