للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تبشير النبي صلى الله عليه وسلم لخديجة ببيت من قصب]

بشر النبي صلى الله عليه وسلم خديجة ببيت من قصب، والمراد به: اللؤلؤة المجوفة الواسعة كالقصر المنيف، كأنه قصد قصب اللؤلؤ، وليس من هذا القصب الذي في الدنيا، إنه قصب منظوم بالدر واللؤلؤ والياقوت، فلماذا اختير لفظ القصب؟ لعله كما قال السهيلي شارح السيرة: أحرزت قصب السبق بمبادرتها إلى الإيمان دون غيرها، ولذلك قال: بيت من قصب، ثم إن القصب من طبيعته وصفته أنَّ أكثر أنابيبه مستوية، فلـ خديجة من الاستواء ما ليس لغيرها؛ إذ كانت حريصة على إرضائه بكل ما يمكن عليه الصلاة والسلام، ولم يصدر منها قط ما يغضبه كما وقع من غيرها، فغيرها أغضبنه أما هي فلم تغضبه، ولا نقل: أنها في شيء أغضبته صلى الله عليه وسلم، ولذلك أعدَّ الله لها بيتاً من قصب لا نصب فيه ولا صخب مثل ما أنها لم تتعب زوجها أبداً، ولم تكدر خاطره، وما شقت عليه، كذلك كان الجزاء من جنس العمل، فكان بيتها لا نصب فيه، لأنها لم تتعب زوجها.

كذلك البيت الذي لها في الجنة لا نصب فيه، مع أن الجنة كلها ما فيها نصب، لكن بيت خديجة خص بهذا مزيداً من العناية ومزيداً من الراحة في الجنة لهذه المرأة.

ولماذا قال: بيت، ولم يقل: قصب؟