أما بعد: فينبغي على كل مسلم أن يتفكر في نفسه، وأن يرى مواقع الخلل ليصلح من عيبه؛ ليسلم قلبه حتى يلاقي ربه بقلبٍ سليم؛ لأنه لا ينفع يوم القيامة إلا من أتى الله بقلبٍ سليم، ويجب على المسلم أن يفكر في اتباع الحق، وينظر: هل هو يتبع الحق أم لا؟ إن هذه المسألة خطيرة أيها الإخوة وينبغي أن نفكر في أنفسنا، وأن نقوم لله تعالى متفكرين في اتباعنا للحق، هل نحن نتبع الحق أم نتبع الهوى.
ينبغي أن نفكر في شرف الحق، وضعة الباطل، وأن نتفكر في عظمة الله عزَّ وجلَّ، وأنه سبحانه اسمه الحق، وأنه يحب الحق ويكره الباطل، وأنه من يتبع الحق ينل رضوان الله، فكان الله وليه في الدنيا والآخرة، يختار له الخير، والأفضل والأنفع، والأشرف والأرفع، حتى يتوفاه راضياً مرضياً، فيرفعه إليه ويقربه لديه، ويحله في جواره مكرماً منعماً في النعيم المقيم والشرف الخالد، ومن أخلد إلى الباطل استحق سخط الله وغضبه وعقابه، فإذا جاء هذا المقيم على الباطل شيءٌ من نعيم الدنيا، فإنما ذلك لهوانه على الله ليزيده بعداً عنه، وليضاعف له عذاب الآخرة الذي لا تبلغ مداه العقول، ولا تستطيع أن تخيله ولا أن تتخيله.