[التوفيق بين حديث:(اختلاف أمتي رحمة) وقول الله: (وأصلحوا بين أخويكم)]
السؤال
كيف نوفق بين ما جاء في سورة الحجرات من أن الإصلاح بين المتخالفين سبب من أسباب الرحمة، وبين ما يروى مما اشتهر بين المسلمين أنه من قول الرسول صلى الله عليه وسلم:(اختلاف أمتي رحمة)؟
الجواب
السائل أراد تضعيف الحديث بقوله:(يروى) لأن (يروى) من ألفاظ التضعيف، لكن هذا الحديث ليس بضعيف، بل هو باطل، فإن من أقسام الضعيف حديث باطل، ثم إن التوفيق إنما يكون في الأحاديث الصحيحة إذا تعارضت، وهذا حديث لا يصلح للمعارضة أصلاً، لأنه ليس صحيحاً بل هو باطل، بل الاختلاف شر، والله عز وجل حذر من سبل التفرقة حيث قال:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}[الأنعام:١٥٣] فاتضح من ذلك أن التفرق مذموم في القرآن والسنة.