والصفحة التي تليها بعنوان:"واجبنا نحو العائدات إلى الله" لا ريب أن ظاهرة عودة الفنانات التائبات إلى الله، تمثل قلقاً كبيراً لدى أعداء الله، ولا ريب أن اتجاه العديد من الفنانات الأخريات إلى تأمل حياتهن وواقعهن، ومقارنته بواقع المرأة المسلمة السوية، وإظهار ترددهن في العمل المخل، يشكل حرجاً بالغاً لتجار الغرائز الذين يسعون إلى الكسب الحرام، ويعتمدون على جسد المرأة بوصفه السلعة التي تدر كثيراً من الربح والمال، سواءً في السينما أو البناء أو الرقص أو غير ذلك.
وهذه ظاهرة عجيبة -أيتها الفتاة المسلمة- أن تحدث التوبة في أوساط أفجر النساء، وأشقاهن وأبعدهن عن الله سبحانه وتعالى، النساء اللاتي غرقن في مستنقعات الرذيلة إلى الآذان المرأة التي كانت تعرض جسدها في ثياب رقيقة قصيرة شفافة في الرقص، وتمثل مع الرجال أدوار الحب والغرام، التي كانت تخوض في بحار الرذيلة، ترجع إلى الله؟! إنه لعجب ولكن الله غالب على أمره، وإذا أراد الله أن يهدي شخصاً فلا مضل له، وإذا أراد الله أن يضل إنساناً فلن تملك له من الله شيئاً، وهذه شمس البارودي وشادية وغيرهن من النسوة الفنانات تحجبن وتركن مجال الفن الحرام ليسددن بذلك ضربة قاصمة إلى المخرجين الذين صاروا يبحثون عمن يقوم بأداء الأدوار، وصار هناك مبكى في سوق الفن، واضطر بعضهم إلى الاستعانة بممثلات من الدرجة الثانية أو محاولة إظهار ممثلات من فئة الكمبارس كما يقولون إخفاقاً وإفلاساً.
ولكن هل تركت الفنانات التائبات على حالهن لكي يعشن الحياة التي يردنها؟
الجواب
كلا كلا، فإن شياطين الإنس بالمآزرة مع شياطين الجن لا يمكن أن يتركوا إنساناً في حاله يريد الله، يريد التوبة، يريد الحجاب، ولذلك سارعوا إلى طرح أسوأ إنتاج الفنانات التائبات في الأسواق، وترويج الأفلام في محاولة للضغط على الفنانات، والحرب النفسية لمحاولة إرجاعهن إلى طريق الرذيلة مرة أخرى، في نوع خسيس من الابتزاز، ثم انطلقوا في ترويج الشائعات والزعم بأن هؤلاء النساء تلقين الملايين من أجل الحجاب، سبحان الله! إنها تتلقى الملايين من الأفلام فلماذا تتلقى الملايين الآن؟ وممن تتلقى؟ ومن هو الذي يعطيهن هذه الملايين؟ يريدون إشاعة أن وراء هذا الحجاب أموالاً مغرية، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره، وتثبت بعض هؤلاء التائبات، وتجبر المجلات الماجنة أمام هذه الظاهرة العجيبة التي لم تصدق على عرض بعض قصص التائبات على صفحات المجلات الماجنة السيئة فرضت القضية نفسها عليهن، وأبلسوا وأسقط في أيديهم، وهو دليل على أن دين الله ينتشر، وأن هذه الصحوة تدخل جميع المجالات، إنه فعلاً النور الذي أنزله الله لتحيا به القلوب، لقد كان حدثاً جللاً، وأمراً عظيماً توبة عدد من رءوس الفن، واعتزال الشر، فما هو موقفك أنت أيتها الفتاة المسلمة؟ لا أقل من الدعاء لهؤلاء بالثبات، فإنهن يحتجن إلى الدعاء فعلاً من كثرة الضغوط والإغراءات، والإرهاب الذي يتعرضن إليه من أجل الرجوع مرة أخرى إلى عالم الفسق والمجون.
وينبغي عليك كذلك بطبيعة الحال أن تقلعي أنت عن مشاهدة هذه الأفلام السيئة، والأغاني الماجنة، والرقصات الهابطة، كيف تنظرين إليها في الفلم وهي قد تابت؟! وبأي حق تستبيحين مشاهدة الأفلام والرقصات وصاحبتها قد تابت إلى الله ورجعت وأنت لم ترجعين؟! أفلا يكون ذلك درساً لك أن تتركي ذلك، وتشعري بالحياء من النظر إلى هذه الأفلام، والسماع لتلك الأغاني، والنظر إلى تلك الراقصات وصاحبة الفيلم والمغنية قد تابت؟! أفلا يكون درساً لك أنت حتى تتوبي أيضاً من سماع الأغاني ورؤية الأفلام الهابطة، وهذه المسلسلات المختلطة؟! نسأل الله التوفيق للجميع.