للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أولاً: ينبغي أن تكون هذه العلاقة خالصة لوجه الله عز وجل

ولذلك جاءت الآيات بتحديد هذا وتوضيحه أيما توضيح، فقال الله تعالى على لسان أنبيائه إذا أرسلوا لأقوامهم، كل منهم يقول: {مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ} [الفرقان:٥٧] ويقول عليه الصلاة والسلام لما أمر أن يقول لقومه ما سألتكم من أجر فهو لكم: {وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ} [هود:٢٩] فإذاً الدعوة من الداعية للمدعو شيء لوجه الله، لا يراد منه في الدنيا جزاء ولا شكورا.

وكذلك فإن هذه الدعوة لله خالصة، ليست دعوة لحزب ولا لعصبية ولا لطائفة، وإنما دعوة إلى المنهج، دعوة إلى الدين، دعوة إلى الإسلام، دعوة إلى الحق ودعوة إلى الشريعة، دعوة لهداية الناس، دعوة للبلاغ، دعوة لإقامة الحجة، ومن الطبيعي أنك إذا دعوت شخصاً فإنك ستقوم بمهمة تعليمه وتثقيفه وتربيته، فسيكون معك أو مع وسط صالح من إخوانك في الله، ولكن هذا شيء والتعصب والتحزب شيء آخر، ونسيان أن الدعوة للمنهج وللدين وليست للشخصيات ولا للطوائف هذا أمر في غاية الأهمية، وهو الذي يدل على إخلاص الداعية من عدمه.

ولذلك فإن الداعية يذكر نفسه دائماً أنه لا يدعو لنفسه وإنما يدعو لله عز وجل، ولسان حاله يقول: لو رأيت داعية غيري يفيد هذا المدعو أكثر مني من دعاة أهل السنة لتركته له، فهي بعيدة عن العصبية والحزبية.