ومن أسباب الهداية أيضاً أيها الإخوة: احتضان الدعاة إلى الله والصالحين للمقصرين كما يحدث لبعض الناس عندما يجاوره رجل صالح سواء يسكن بجانبه في شقة، أو فوقه، أو تحته في العمارة، فيزوره ويمر عليه ويذكره بالصلاة، ويهديه أشياء نافعة من الكتب والأشرطة الإسلامية، أو بعض الطلاب يدخلون الجامعة وفيهم تقصير، وفيهم فجور، فيسكن مع شخص طيب، فهذا الشخص الداعية من خلال السكن مع هذا الرجل يتأثر به ذلك الشخص ويقتبس منه ويأخذ عنه، فيكون سبب هدايته، أو تغشاه مجموعة صالحة يحيطون به -الاحتواء والاحتضان- ويزورونه ويكرمونه، ويتفقدونه ويخدمونه.
أحد الفسقة سافر إلى بلجيكا لزيارة أحد أقربائه الذي كان على علاقة بالمركز الإسلامي هناك، وخرج من الوسط التعيس الذي هو فيه إلى وسط جديد، أحاط به في بلاد الغربة مسلمون من الأقليات الإسلامية يعيشون هناك، ارتاح إليهم وأحبهم وكانوا سبب هدايته.
فنؤكد -إذاً- أن قضية الاحتواء والاحتضان من أكبر الأسباب المعينة على الهداية.