كان عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله لا يروي إلا عن الثقات، وهو المشهور بالتفتيش عن الضعفاء.
وقال عمرو بن علي: سألت عبد الرحمن بن مهدي عن حديث لـ عبد الكريم المعلم؟ فقال: هو عن عبد الكريم.
فلما قام سألته فيما بيني وبينه.
قال: فأين التقوى؟ يعني: أنه سأل عبد الرحمن بن مهدي عن حديث لـ عبد الكريم المعلم يريد نص الحديث، وعبد الرحمن بن مهدي لم يعطه نص الحديث، قال له: هو عن عبد الكريم، أي: يكفيك أن الحديث الذي تسأل عنه يرويه عبد الكريم هذا، وعبد الرحمن بن مهدي لا يرى أن عبد الكريم المعلم ثقة، وبالتالي لا يروي حديثه.
فالطالب جاء في المجلس وسأله عن حديث عبد الكريم المعلم، قال: هو عن عبد الكريم، ولما قام الطالب من الدرس، اختلى بالشيخ، وقال له: حدثني حديث هذا الرجل.
قال: فأين التقوى؟ يقول: إذا كانت التقوى قد حجزتني عن الرواية عمن ليس بثقة عندي في العلانية، فلا بد أن تحجزني في السر، كيف أنا ما أجبت عنه علانية، ولا أعطيتك حديثه، ثم في السر أعطي حديثه! لا أعطي حديثه؛ لأن عبد الكريم هذا كان عند عبد الرحمن بن مهدي غير قوي، ولذلك يقول الإمام أحمد رحمه الله: إذا حدَّث عبد الرحمن عن رجل، فهو حجة، يعني: شيوخ عبد الرحمن بن مهدي ثقات، لأنه لا يحدث إلا عن ثقة، وقد سمع من الثقة ومن غير الثقة، ولذلك يطرحون أحاديث كثيرة جداً مع أنهم سمعوها، ويحدثون بأحاديث معينة فقط، ومثل: عبد الرحمن بن مهدي -رحمه الله- لا يحدِّث إلا عن ثقة، وهذه فائدة في المصطلح.
وقال علي بن المديني: أعلم الناس بقول فقهاء أهل المدينة السبعة: ١ - الزهري.