ومن العوائق التي تمنع الناس من الالتزام بالإسلام في هذا العصر وفي كل العصور، ويرتبط بما ذكرنا آنفاً، فإنك تجد أن هذا العائق هو الاستهزاء.
أيها الإخوة! يتعرض اليوم كثيرٌ من الملتزمين بأحكام الإسلام إلى الاستهزاء من أقاربهم وأصدقائهم وزملائهم في العمل إلى غير ذلك من طبقات المجتمع، يتعرضون للاستهزاء سواءً كان استهزاءً بمظهرهم الإسلامي الذي يطلبه الإسلام، أو استهزاءً بأحكامٍ من أحكام الدين تمسكوا بها، أو استهزاءً بشعائر من شعائر الإسلام يعبدون الله عز وجل ويتعبدونه بها.
هذا الاستهزاء إذا صادف قلوباً ضعيفة، ونفوساً في الإيمان هزيلة؛ فإنه لا شك يكون من أسباب النكوص والرجوع القهقرى في طريق الالتزام بالإسلام.
هؤلاء الذين يستهزئون أمرهم عجيبٌ جداً، فإنهم يستهزئون بأحكام الله عز وجل الذي يؤدي إلى الكفر في كثير من الأحيان.
فإذا وجد أحد هؤلاء رجلاً من الملتزمين بالدين، قد جعل ثوبه موافقاً لما أخبر وأمر به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ تتداعى كلمات الاستهزاء على لسانه في كل وقتٍ وحين، ويلمز هذا الرجل الملتزم بشتى النعوت الدالة على السطحية والسذاجة أو الجنون أو التشدد أو التزمت المقيت.