بالرجوع إلى كلام العلماء -أطباء النفوس- يتبين أن هناك أنواعاً -أيضاً- من الناس باعتبارات كثيرة، ومن هؤلاء العظماء: شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وتلميذه ابن القيم، اخترت لكم من كلامهما هذه الأنواع: الناس في الدين والدنيا أقسام، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: منهم أصحاب دنيا محضة ما عندهم إلا الدنيا، أما الآخرة فهم معرضون عنها وليس لهم في الآخرة نصيب، ما لهم نصيب إلا في الدنيا، ومنهم أصحاب دين فاسد وهم الكفار والمتبعة الذين يتدينون بما لم يشرعه الله من أنواع العبادات من جنس الصابئة والهند وغيرهم.
الشيخ العالم/ محمد أمين المصري رحمه الله، ذهب يدرس في بريطانيا فنزل في عمارة وسكن فيها، وكان له جار بروفيسور هندوسي، فاشترى الشيخ لحماً لبيته -لحم بقر مفروماً- فلما جعله على النار يطبخه مر ذلك الجار به وهو يطبخ اللحم، فنظر إليه فذرفت عيناه وجعل يبكي، فتعجب وقال: ما لك؟ ما الذي يبكيك؟! قال: لا تدري لماذا أبكي؟ قال: لا، لحم مفروم يطبخ قال: إني أرى إلهي يقلى في المقلاة ولا أبكي؟!! لأنه هندوسي من عباد البقر هذا شغلهم.
وبعض هؤلاء يتدينون بترك اللحم، من هذه التدينات من جنس تدين الرهبان ما أنزل الله بها من سلطان كما يقول شيخ الإسلام رحمه الله: مثل بعض الجهال يمزح يقول: فلان ما نكح ولا ذبح.
يعني: أنه زاهد في الدنيا، لا زواج ولا لحم، وهذا زهد فاسد؛ لأن هدي النبي صلى الله عليه وسلم:(أتزوج النساء، وآكل اللحم، فمن رغب عن سنتي فليس مني).
فإذاً قال: الناس في مسألة الدين والدنيا أقسام: منهم أصحاب دنيا محضة، غارقون في الدنيا يعبدون الدرهم والدينار فقط، ومنهم أصحاب دين فاسد، مثل هؤلاء الهندوس وغيرهم، وقسم ثالث وهم: أهل الدين الصحيح، أهل الإسلام المستمسكون بالكتاب والسنة والجماعة، إمامهم محمد صلى الله عليه وسلم، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.