لقد ميعت المعاني الفاضلة في الشريعة، والرتب العالية:{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ}[النساء:٦٩ - ٧٠] هذه هي المراتب العالية، ومنها: مرتبة الشهادة، والشهداء أحياءٌ عند ربهم، أرواحهم في حواصل طيرٍ خضر تسرح في أنهار الجنة، يعجب ربك إليهم ويضحك، ومن ضحك الله إليه فلا حساب عليه.
الشهيد هو الذي يقتل بين الصفين مقبلاً غير مدبر في سبيل الله تعالى، هذا هو الشهيد.
ثم يقول عبد الحليم شبانة:
يا ولدي قد مات شهيداً من مات فداءً للمحبوب
هكذا جعلوا الشهادة؛ المقام العظيم عند الله، من مات فداءً للمحبوب، ومن المحبوب؟ هل هو رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! لا.
لا يقصدون ذلك، لأنه استهل تلك القصيدة بذكر أوصاف المحبوبة التي شعرها كذا وكذا، وعيناها كذا وكذا، ثم ينادي بالشهادة لأجل المحبوبة.