أما بالنسبة لناظم هذه القصيدة فهو شهاب الدين أبو العباس أحمد بن فرح بن أحمد بن محمد بن فرح اللخمي الإشبيلي الحافظ المحدث الفقيه الشافعي المولود سنة ٦٢٤هـ بـ أشبيلية وهو نزيل دمشق، وقد أسره الفرنج سنة (٦٤٦هـ) ثم نجاه الله تعالى وحج، وسمع بـ مصر من شيخ الشيوخ عبد العزيز الأنصاري وابن عبد السلام وطبقتهما ثم استوطن في دمشق، وسمع من ابن عبد الدائم والكرماني وخلق سواهم، وسمع منه قصيدة (غرامي صحيح) -وهي التي ذكرنها- الدمياطي واليونيني والبرزالي، وهو من كبار الحفاظ، وكان له حلقة في جامع دمشق، وعرضت عليه مشيخة دار الحديث النورية، فامتنع ولعل ذلك تواضع منه رحمه الله تعالى، وله هذه المنظومة وشرح الأربعين النووية ومختصر خلافيات البيهقي، لأن البيهقي جمع المسائل الخلافية بين الحنفية والشافعية فاختصر الكتاب ابن فرح الأشبيلي رحمه الله، وعاش خمساً وسبعين سنة وتوفي في منزله بتربة أم الصالح مبطوناً؛ أي: بداء البطن، سنة (٦٩٩هـ)، وهي سنة قازان التي أخذ فيها التتار بلاد الشام، ومات في هذه السنة خلق كثير من أهل العلم رحمه الله وشيعه جمٌ غفير.
نظم هذه القصيدة، وشرحها بعض أهل العلم منهم: الإمام عز الدين محمد بن أحمد بن جماعة وسماه: زوال الترح بشرح منظومة ابن فرح، وكذلك شرحها يحيى بن عبد الرحمن القرافي، وأول الشرح: الحمد لله الذي قبل بصحيح النية إلى آخره، وشرحها العلامة السفاريني رحمه الله، فمن هو هذا العلامة؟ وأين عاش؟ وفي أي زمن؟ لأن له مؤلفات مشهورة وموجودة.