ومن الأسباب الخارجية: المعاملة السيئة التي يلقاها ضعيف الإيمان ممن حوله من الوسط الذي يعيش فيه، فيقول: هذه معاملة هذه أخلاق هذا أسلوب أنا أخاطب به؛ فإذاً ليس هذا هو الطريق الصحيح، إذاً هذا هو طريق الاستقامة الذي ألاقي فيه هذه المعاملة، إذاً لا بد أن أتركه لأني لم أرتح فيه.
هؤلاء الأشخاص الذين لقيت منهم سوء المعاملة ليسوا هم الصراط المستقيم، وليسوا هم سبيل المؤمنين، هؤلاء ناس يسلكون سبيل المؤمنين، لكن ليس هم الطريق نفسه، فتركك للجميع خطأ ظاهر، وسوء في التصور.
ليت هؤلاء الذين تركوا الاستقامة لهذا السبب ولهذا المنطلق يفهمون أن الإسلام لا يتحمل أخطاء المسلمين وليس مسئولاً عنها، وليتهم يعرفون أن الحق لا يعرف بالرجال وإنما يعرف الرجال بالحق، إذاً نعود فنكرر فنقول: إن التربية لا بد أن تكون من البداية على اتباع الحق وليس على اتباع الرجال، اتباع الطريق المستقيم وليس تقليد الآخرين إذا أخطأوا قال: هذا هو الإسلام، وهذا هو الدين، وهذه الاستقامة، ليس فيهم خير.