ومن عبارات السلف في الصدق، قال عبد الواحد بن زيد:[الصدق الوفاء لله بالعمل].
وقيل: هو موافقة السر النطق.
وقيل: استواء السر والعلانية.
وقيل: الصدق القول بالحق في مواطن الهلكة.
وقيل كلمة حق عند من تخافه وترجوه وقال بعضهم: لا يشم رائحة الصدق من داهن نفسه أو غيره.
وقال بعضهم: الصادق لا تراه إلا في فرض يؤديه أو فضل يعمل فيه.
وقال الجنيد: حقيقته أن تصدق في موطن لا ينجيك منه إلا الكذب.
والصدق هو من صميم دعوة النبي عليه الصلاة والسلام، فكان يدعو إلى الأسس ولم يكن في دعوته في مكة الفروع ولا التوسع في الأحكام من الحلال والحرام، فإذا عرفنا أن الصدق من أسس دعوته عليه الصلاة والسلام وهو في مكة؛ علمنا منزلة الصدق من الدين وأنه مما يبدأ به في الدعوة إلى أي شيء ندعو الناس إليه كالتوحيد وأشياء كثيرة، منها ما جاء في حديث هرقل مع أبي سفيان والحديث في البخاري قال له: سألتك ماذا يأمركم فزعمت أنه أمركم بالصلاة والصدق والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة، قال وهذه صفة نبي.