[بيان النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أخطاء النساء في خطبة العيد]
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأصلي وأسلم على محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، أشهد أنه محمد رسول الله حقاً حقاً، والداعي إلى سبيل الله صدقاً صدقاً.
عباد الله: إن الشريعة قد جاءت بأسباب السعادة في الحياة، ومن ذلك أنها أوجبت على الزوج الإنفاق على زوجته مأكلاً وملبساً ومسكناً، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم الأزواج أن يحسنوا معاملة النساء، وأوصاهم بهن خيراً، وقال الله: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء:١٩] ووصفهن النبي صلى الله عليه وسلم بأنهن عوان عند الأزواج، أي: أسيرات، ومن طبع الكريم أن يحسن معاشرة الأسير، أطعِمْهَا إذا طَعِمْتَ، واكسها إذا اكتسيتَ، ولا تضرب الوجه، ولا تقبح، ولا تظلم.
وأنت أيتها المرأة: حق الزوج عليك عظيم، قد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة العيد أمراً عظيماً، فروى جابر وابن عباس وأبو سعيد الخدري: (أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم الفطر فأمر بعنزة فركزت له عند دار كثير بن الصلت، فقام فبدأ بالصلاة بغير أذان ولا إقامة، ثم قام فتوكأ على بلال، والناس جلوس على صفوفهم، فقام مقابل الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ الناس وذكرهم - هذا في خطبة العيد- فأمرهم بتقوى الله، وحث على طاعته، وكان يقول: تصدقوا تصدقوا تصدقوا، فظن أنه لم يسمع النساء، فنزل يجلس الرجال بيده، ثم أقبل يشقهم حتى أتى النساء مع بلال، فقام يتوكأ على بلال، وألوى يده بالسلام -سلم على النساء وأشار بيده- وحمد الله وأثنى عليه، فقرأ قول الله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ} [الممتحنة:١٢] حتى فرغ من الآية كلها، ثم قال حين فرغ منها: أنتن على ذلك؟ -يعاهد النساء ويخاطبهن: تعاهدن بعدم الشرك، وعدم السرقة، وعدم الزنا، وعدم قتل الأولاد، وعدم المعصية في المعروف- فقالت امرأة واحدة لم يجب غيرها منهن: نعم يا نبي الله! فأمرهن بتقوى الله.
ونحن نقول من موقفنا هذا: اتقين الله.
ثم حثهن على طاعته، ووعظهن وذكرهن، وقال: تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم، وإني أريتكن أكثر أهل النار، فقامت امرأة منهن من سطة النساء -هي من أفاضل النساء هي أسماء بنت يزيد بن السكن رضي الله عنها- قالت: فناديت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنت جريئة على كلامه، فقلت: يا رسول الله! لم نحن أكثر أهل النار؟ -لم معشر النساء أكثر حطب جهنم؟ - فقال: لأنكن تكثرن اللعن، وتكثرن الشكاة -أي: كثيرات التشكي- وتكفرن العشير -العشير: هو الزوج، أي: تجحدن نعمته- وفي رواية: لأنكن إذا أعطيتن لم تشكرن، وإذا ابتليتن لم تصبرن، وإذا أمسك عنكن شكوتن -وهذه أسباب دخول النار بالنسبة للنساء- فقالت امرأة: أعوذ بالله يا رسول الله! من كفران نعم الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن إحداكن تطول أيمتها من أبويها -تعنس عند أبويها- ثم يرزقها الله زوجاً، ويرزقها منه مالاً وولداً، ثم تغضب الغضبة -تحصل مشكلة بينهما- فتقسم بالله: ما رأيت منك خيراً قط!! فذلك من كفران نعم الله، وما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن، قلن: وما نقصان عقلنا وديننا؟ قال: أليس شهادة المرأة منكن مثل نصف شهادة الرجل، فقلن: بلى، فذاك نقصان عقلها، قال: أليس إذا حاضت لم تصلِّ ولم تصم، قلن: بلى.
قال: وذلك من نقصان دينها، فبسط بلال ثوبه، ثم قال: هلم لكن فداء أبي وأمي، فجعل النساء يلقين الفتخ وينزعن قلائدهن وأقراطهن وخواتمهن، يلقين في ثوب بلال يتصدقن به، وبلال يأخذ في طرف ثوبه ويحصله في كسائه، فكان أكثر من يتصدق النساء، فانطلق هو صلى الله عليه وسلم وبلال إلى بيته، ورجع إلى أهله، فقسمه على فقراء المسلمين).
هذا ما كان منه صلى الله عليه وسلم في خطبة عيد الفطر، وما حصل من وعظ النساء.
ونحن نقول: يا معشر النساء! اتقين الله تعالى، واحفظن حقوق الأزواج: (اثنان لا تجاوز صلاتهما رءوسهما: عبد آبق من مواليه حتى يرجع، وامرأة عصت زوجها حتى ترجع) (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها؛ لعنتها الملائكة حتى تصبح) (إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته وإن كانت على تنور) (إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئتِ) (انظري أين أنت منه، فإنما هو جنتك ونارك) (خير النساء التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره) (لو تعلم المرأة حق الزوج لم تقعد ما حضر غداؤه وعشاؤه حتى يفرغ منه) (لا تصم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه) (ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ الودود الولود العئود -التي تعود إلى زوجها إذا غضب- التي إذا ظلمت قالت: هذه يدي في يدك لا أذوق غمضاً حتى ترضى).
يا معشر النساء: ليس في نقصان العقل والدين بالنسبة إليكن ذنبٌ ارتكبته واحدة منكن، فإنما هو أمر الله تعالى في الحيض والنفاس، وجعل الله شهادة امرأتين بشهادة رجل، ولكن أين المشكلة؟ في التمرد على الشريعة، ومعصية الرب جل وعلا، إذا كان الزوج قائماً بالحقوق الشرعية، ثم تظلمه المرأة، ثم، وثم، وثم قضية الحجاب.