الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علّمتنا، وزدنا علماً إنك أنت العليم الحكيم.
أيها الأخوة: أحييكم في هذه الليلة وأقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد: فإننا في هذه الليلة، سنكمل -إن شاء الله- ما بدأناه في ليلة الخميس الماضي، عندما شرعنا في الكلام على موضوع (طالب العلم والمنهج).
وبعد المحاضرة الماضية كان هناك عدد من الأسئلة، وهذه الأسئلة تضمنت ردود فعل مختلفة من عدد من الإخوان؛ لسماعهم المحاضرة الماضية.
فبعضهم رأى أن فيها حَثَّاً على الجدية في الطلب، واستثمار الأوقات، لكي يكون طالبُ العلم طالبَ علم حقيقي فعلاً.
وبعضهم رأى في العرض السابق تثبيطاً وشعر بالإحباط في نفسه؛ لأنه لما قارن ما هو عليه بالمنهج الذي ينبغي أن يسير عليه طالب العلم، رأى أنَّ بين هذا وذاك بوناًَ شاسعاًَ.
وبعضهم من أصحاب التخصصات العلمية والوظائف قالوا: إن معنى الكلام أنه ليس لنا موقعاً في طلب العلم، وأننا لا بد أن نتجه لقراءة كتيبات، ونترك العلم لأهل العلم.
وبعضهم قال مازحاً: نريد أن نبيع الكتب الكبيرة التي اشتريناها من معارض الكتاب، فما فائدة وجود كتاب مثل: كتاب (المغني) لدينا.