قال شيخ الإسلام: أخبر بعض الشيوخ الذين كان قد جرى لهم قال: يُرونني الجن شيئاً براقاً مثل الماء والزجاج، ويمثلون له فيه ما يطرد من الأخبار، وهذا شيءٌ قد حدثني عنه شخصٌ ذهب إلى عمان قال ذهبنا إلى ساحر، فوضع لنا طستاً فيه زئبق -سطح عاكس لماع- فقال له الرجل: أريد أن أرى أهلي في البلد التي جاء منها في الخبر في الدمام قال: فجعل يتمتم بأشياء ثم صفا ذلك السطح وظهرت صورة البلد ثم ظهرت صورة الحي ثم ظهرت صورة الحارة ثم ظهرت صورة العمارة ثم ظهرت صورة الشقة قال: فرأيت أولادي يلعبون، لا شيء في هذا مستنكر من جهة الوقوع، إذا كان الإنس قد نقلوا الأشياء بالبث المباشر حياً على الهواء، ترى في بيتك ما يحدث في أمريكا، أفلا يستطيع الجن أن ينقلوا على هذا السطح صورة أولاده؟ بلى يستطيعون، ولكن القضية فيما بعد ذلك، فيما يأمره به هذا الدجال والساحر من الكفر والحرام، وبعضهم يقول: لا يأخذون نقوداً؛ ليضلوا الناس، أو لا يأخذون نقوداً في البداية، ويقولون: ما فعلناها إلا خدمة وواجباً علينا، وعبادة، لا يأخذون نقوداً ويظهرون العفة وهم يتعاملون مع الشياطين قطعاً وبلا شك، والذي يسمع الأخبار لا يمكن أن يقول إلا هذا.
أيها الإخوة: إن إدراك هذه الأشياء يفسر لك شيئاً من الحركات، وبعض الألعاب يقولون: وضعناها وتحركت أمامنا، وأشارت إلى السهم المعين، ومن الذي يحركها؟ هو الشيطان، الشياطين الذين يضلون الناس.
ومن ذلك أن يشترطوا على الساحر بكتابة العزائم والطلاسم لكي يساعدوه أن يكتب القرآن بدم الحيض والنجاسات، وهذا مستخدم عندهم، ويعكسون السور من آخرها إلى أولها، وبعض هذه الأوراق لو فتحتها وجدت فيها استغاثات واضحة بجني أو شيطان، ومن شروط الرقية أن تكون بالقرآن، وبالكلام العربي مما يعرف، وليست مشتملة على شرك، ولا يعتقد أنها تنفع بذاتها، وكثيرٌ يأخذون هذه العزائم والتمائم وهذه الأشياء المربوطة، وبالجملة فإن الشياطين هم الذي يفعلون كثيراً من هذه الأشياء بالتعاون مع شياطين الإنس؛ لإضلال هؤلاء المساكين، وكثيرٌ منهم لا يفهمون ولا يدركون ولا يعقلون ويرجعون مخدوعين.