[طرق علاج المرضى والمصابين بأمراض السحر والشعوذة ونحوها]
ويعلمهم كذلك: أن لكلٍّ من هذه الأمراض طرقٌ للعلاج بيَّنها العلماء، فمن علاج السحر -مثلاً- استخراج السحر والبحث عنه، وإتلافه بالحرق ونحوه؛ حتى يزول أثره عن المسحور، وهكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سحره اليهودي الساحر لبيد؛ فإن رسول الله عليه الصلاة والسلام قد طلب السحر الذي سُحِر به، حتى استخرجه علي رضي الله عنه، فأتلفه، فزال أثر السحر عنه عليه الصلاة والسلام.
وهذا يقع كثيراً في بيت الإنسان المسحور أو متاعه الشخصي، فينقِّب عنه، فإذا وجده أتلفه، فيكون هذا من أسباب زوال هذا السحر والضرر عن المسحور.
وقد تنفع الحجامة كما بيَّن ذلك ابن القيم رحمه الله في الزاد.
ونبين للناس -أيضاً- أن هناك آياتٍ وأذكاراً ودعواتٍ جاء بها الإسلام؛ كنحو ما قدمنا قبل قليل من الآيات، ونحو قول رسول الله عليه الصلاة والسلام -فيما علمنا- الاستعاذات: - (أعوذ بكلمات الله التآمات من شر ما خلق).
- (أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطانٍ وهامَّة، ومن كل عينٍ لامَّة).
- (أعوذ بكلمات الله التآمات التي لا يجاوزهن برٌ ولا فاجرٌ، مِن شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر طوارق الليل؛ إلا طارقاً يطرق بخيرٍ يا رحمان).
- وغيرها كثير من الأذكار الواردة في علاج هذه الأمور.
وكذلك علاج العين في صب غُسالة العائن على المعين، بأن يؤمر فيتوضأ ويَغسل داخل إزاره وأطرافه، ثم يُؤتي بهذه الغسالة فتصب على المعين من خلفه، فيزول أثر العين بإذن الله، كذا روى أبو داود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي صح في ذلك.
ويُقرأ على الذي أصابته العين: (باسم الله أرقيك، من كل شيءٍ يؤذيك، ومن شر كل نفسٍ أو عين حاسدٍ، الله يشفيك، باسم الله أرقيك) رواه مسلم.
فإذاً: أيها الإخوة! نربط هؤلاء الذين قد وقع فيهم هذا المصاب بالله عز وجل: - قرآن؛ كلام الله.
- أذكار؛ يُذكر الله فقط.
- تعاويذ؛ عَلَّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف نتعوذ؟ وبِمَ نتعوذ؟ ومن أي شيءٍ نتعوذ؟ فالقضية هي ربط هذا المريض بالله فقط.
وهكذا ينفع العلاج إذا تم التوكل على الله.
ويأتي بعض الناس يقولون: قرأنا فلم ننتفع، وجرَّبنا فلم نبرأ؟! فنقول: إن البلاء في نفوسكم أنتم، ليس في الآيات، والأذكار، والتعويذات النبوية، فلو صح التوكل في قلوبكم على الله لَبَرِئتم؛ ولكن لما أقبلتم على هذه الأشياء بنفس المجرب الذي يشك؛ هل تنفع أو لا تنفع؟! هل تؤثر هذه الآيات أو لا تؤثر؟! وتأخذونها مأخذ المجرب الذي يشك في الأمور؛ فلذلك لم تنفع، فالبلاء في نفوسكم أنتم لا في هذه الآيات والأحاديث صححوا التوكل والإيمان في قلوبكم، فإنكم سوف تبرءون باستخدامها بإذن الله.
إذا استطاع الإنسان أن يصل إلى أحدٍ من الدجالين أو المشعوذين أو قابَلَه، أو مر على مجلسٍ من مجالسه فعليه أن يبين لهذا الكاهن أو الساحر أو الدجال أن فعله هذا شرك، ويقيم عليه الحجة.