ومن مضيعات الأوقات: وسائل اللهو من البرامج والمسلسلات والجرائد والمجلات والألعاب والمباريات والمسابقات وغيرها، فإنها كثيراً ما توقع في المحرمات ولا حول ولا قوة إلا بالله، وهذا حدث عنه ولا حرج، كيف يضيع مسلسل في تلفزيون أوقات المسلمين، أو كيف تضيع هذه المجلات الفارغة التافهة المنتشرة في الأسواق أوقات المسلمين والمسلمات، هذا شيء في غاية العجب! ولذلك تجد فيها من التنويع والتذليل والتحكيم والزخرفة أشياء تجلب الناس، فيضيع ساعات طويلة وهو ينقل التلفزيون من محطة إلى أخرى، ويفتح الجريدة والجريدة التي تليها والمجلة وهكذا تضيع منهم ساعات طويلة في هذه الأشياء، وهذه مسألة تحتاج إلى كلام منفصل عن الآثار السيئة لهذه الملهيات على الناس حيث إنها تحتاج إلى محاضرات وخطب منفصلة.
وبعض الناس تكون هوايتهم تضييع الأوقات في الحمامات عند الاستحمام، فتجده يقضي أوقاتاً طويلة وهو يستحم، مع أن الاستحمام لا يأخذ وقتاً، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع، لم يكن يغتسل بالصاع ساعات! ولكن تجد بعض الناس الآن يمكن أن يجلسوا في دورات المياه والحمامات ساعات طويلة جداً، ورحم الله جد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عندما دخل الخلاء قال لأحد أولاده: اقرأ هذا الكتاب، وارفع صوتك بالقراءة لكي أسمعك.
يقول ابن الجوزي: ولقد شاهدت خلقاً كثيراً لا يعرفون معنى الحياة، فمنهم من أغناه الله عن التكسب بكثرة ماله، فهو يقعد في السوق أكثر النهار ينظر إلى الناس، وكم تمر به من آفة ومنكر، ومع ذلك ينظر ويتضرر ولا ينكر، مع أن الله أغناه بما عنده من الملايين وهو يستطيع أن يعيش حتى لو ما فتح دكاناً، وقد تجد معه صبياً في الدكان وعنده من يقوم بأعماله وتجاراته إلا أنه يذهب ويجلس أمام الدكان، مثلما يحدث في بعض المناطق حينما تدخل أسواقهم، فتجد هذا يهش في الذباب وينظر في الغادي والرائح، وذلك الصبي يدير الدكان وهو جالس ينظر.
ومضيعات الأوقات كثيرة، ولكن ذكرنا بعضها؛ لكي تجتث من أصلها، وإذا قضيت عليها توفرت أوقات كثيرة.