الآن عندنا مشكلة في المجتمع حقيقية وهي: ماذا نفعل عندما يكون هناك رجل فاجر تحته امرأة متدينة؟ هذه الحالة لها احتمالات، أحياناً يكون الرجل فاجر متستر بالدين، والمرأة تقصر في السؤال عنه، لا تسأل جيداً، وبعد ذلك تقع الطامة الكبرى، والكارثة العظيمة، فتكتشف المرأة بعد الزواج وبعد فوات الأوان بأن الرجل يهمل الصلوات ويتعاطى أشياء محرمة، ويتصل بنساء أجنبيات، وله سفريات يرتكب فيها المحرمات، وتكتشف عنده من أدوات اللهو المحرم أشياء كثيرة، وعند ذلك ماذا يكون وقد فات الأوان؟ السبب هو عدم السؤال الجيد قبل الإقدام على الزواج من جهة المرأة بواسطة أهلها، ومن تثق بهن من أخواتها الذين يأتونها بالخبر عن طريق أزواجهن مثلاً.
أقول: هذا سبب من أسباب حدوث المشكلة، والسبب الآخر: أن تكون المرأة مقصرة مثل زوجها، ثم بعد ذلك يحدث أن تلتزم المرأة بالدين وزوجها ما زال مصراً على فجوره وضلاله وعصيانه، فماذا تفعل المسكينة؟ إنني أقول: إن هناك في الواقع حالات كثيرة، المرأة تريد أن تتحجب والرجل يقول: لا تتحجبي، وينزع الحجاب من رأسها المرأة لا تريد الاختلاط بأصدقاء الزوج، وهو يضربها ويقول: اخرجي قدمي الأكل للرجال واجلسي معنا، لا تريد الكشف على إخوانه، وهو يقول: إذا لم تكشفي الحجاب على إخواني سأطلقك ولكِ مهلة أسبوع، أصبح الفجور إلى درجة أن يعطي الرجل مهلة لكي تخالف المرأة ربها، ومهلة لكي تنفذ المعصية وتقوم بها، ماذا يكون عند ذلك الحل؟ المرأة ضعيفة المرأة أسيرة، ما هو الحل؟ الحل صعب ينبغي على المرأة أن تصبر وتتدارك نفسها، وتحاول بشتى الوسائل أن تتمسك بشرع الله وهديه وأحكامه، فإذا أكرهت بالقوة بالضرب باستخدام اليد من الزوج مثلاً، والتهديد المستمر اليقيني عند ذلك تعذر عند الله، ولو أنه أرغمها على شيء بالقوة، وفعله بها عمداً، فهو الآثم وهي البريئة، حتى يحكم الله بينها وبينه، فيتوسط أهل الخير إما أن يلتزم الزوج أو يعطيها الحرية في دينها، إذا كان الرجل عاصياً إذا كان كافراً لا يجوز أن تبقى معه، وعليه أن يسرحها بإحسان.
والشاهد: أن الواقع والحاصل أنه يوجد كثير من التفريط الحادث ومن المتناقضات التي تحتاج إلى حل.