من أسباب الانحراف عن الحق وأهله: التأثر بكلام المغرضين الذين يكرهون أهل الحق، فيشوهون صورتهم وسمعتهم وطريقتهم، فالشخص الذي يسمعهم يتأثر بهم ويصدقهم، ويرفض كلام أهل الحق للتأثيرات التي حصلت عليه، قد يكون معذوراً في أشياء، لكن عليه أن يتبين:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ}[الحجرات:٦] إن فرعون الذي كان على الباطل كان يفتري ويشوه سمعة موسى وهارون: {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ}[يونس:٧٨] أي: أنت تريد الملك، لذلك أنت الآن تعرض عنا وتسفه آراءنا، وتدعونا إلى هذه الدعوة لتكون لكم الكبرياء في الأرض، وكذلك كان يقول لقومه عن موسى:{إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ}[غافر:٢٦] وحملات التشويه تؤثر على كثير من الناس، وأما الملأ فمنهم من يقول:{أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ}[الأعراف:١٢٧] أي: لا تتركهم.