والرفق -أيها الإخوة! - يدخل دخولاً أساسياً كذلك في دعوة الناس إلى الإسلام، وتعليمهم إياه، وتربيتهم عليه.
أما الرفق في دعوة الناس إلى الإسلام، فله أمثلة كثيرة في السيرة النبوية، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: أتسمع يا أبا الوليد؟ أتجلس؟)، وكان يقول لـ ثمامة:(ما عندك يا ثمامة؟) وكان يقول لفلان: (ألا أدلك على أمر خير من هذا؟) كان صلى الله عليه وسلم يتلطف في أسلوب الدعوة، كان ليناً في دعوة الناس إلى الإسلام، ولذلك فتح الله له برفقه مغاليق قلوب زعماء الكفر والإلحاد، وألان له نفوسهم كما يلان الحديد، ألينت له نفوسهم بسبب السلاح الفتاك الذي استعمله وهو الرفق، الرفق سلاح فعال استعمله الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة، فأسلم ثمامة، وأسلم غيره من الكفرة الذين كانوا من زعماء الضلال والشرك، وصاروا قادة في الإسلام، وقدوات في الدين بعد ذلك، كان السبب هو أسلوب الرفق المستخدم في دعوته إلى الإسلام.