ثم إن الدجل والشعوذة لم ينتهِ عند حدٍ معين، فقد طلع علينا أولئك بأشياء كثيرة، منها: تلك الوصايا المكذوبة التي عمدوا إلى نشرها بين الناس، منها مثلاً: وصية خادم الحرم النبوي الشيخ أحمد -كما يزعمون- هذه الوصية التي فيها أنه: رأى النبي صلى الله عليه وسلم، وفي بعض الأوراق التي وُزِّعت -وقد حذرت منها الجهات الرسمية من نشرها وتداولها، ويجب على كل من رآها أن يمزقها بدلاً من أن ينشرها- يقول: أنه قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، وفي بعض الأوراق: أنه قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم حقيقةً قبل أن ينام رآه بعينه، رأى جسمه حقيقة، ومن عقيدة أهل السنة والجماعة أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يُرى بعد موته حقيقة، وإنما يمكن للمؤمنين أن يروه في المنام بصفاته الموجودة في السنة، وقال له أشياء كثيرة، وهذه الوصية مكذوبة عليه، بل إن بعض أقارب الشيخ أحمد هذا حدثوا بأنه قد مات من حوالي (٢٠٠) سنة وأنه لم ترد عنه وصية مطلقاً فيما تركه من إرثه، ولكن الدجاجلة يكتبون ويؤلفون، والجهال والمجانين يصدقون وينشرون.
وفيها قضايا من علم الغيب لا يمكن أن يطلع عليها إلا الله عز وجل، أنه مات في يوم كذا في الجمعة الفلانية مائة وستون ألفاً على الكفر، ومَن الذي يعرف أنه مات مائة وستون ألفاً على الشرك أو الكفر إلا الله عز وجل؟! ثم يقول: من كتب هذه الورقة أو وزعها أو نقلها من بلد إلى بلد بنى الله له قصراً في الجنة، ما رأينا في القرآن ولا في السنة أن من كتب القرآن العظيم -كتبه بيده من أوله إلى آخره- يُبنى له قصر في الجنة، فهل كتابة هذه الوصية أغلى عند الله من كتابة القرآن الكريم؟! وكذلك هذه الرؤيا المنسوبة إلى زينب عليها السلام، والتي فيها أنه ينبغي أن توزع ثلاث عشرة مرة، أناس في المكاتب، وفي العمل، وفي المدارس يوزعونها، ويقشعر أحدهم خوفاً وهو يقرؤها أنه إن لم تصور ولم توزع ستنزل بك المصيبة الفلانية.
وهذا نتج من أي شيء يا إخواني؟! ما نتج إلا من الجهل المستقر في أنفس هؤلاء, ما نتج إلا من الشرك الذي قد انطلى عليهم.