الثاني: زهد في الشبهات، وهو بحسب مراتب الشبهة، فإن قويت ألحقت بالقسم الواجب، وإن ضعفت كان تركها مستحباً والزهد فيها أولى.
والزهد في الفضول: يعني في المباحات، الأشياء الزائدة عن الإنسان أي: الترفهات والترفيهيات والكماليات.
الثالث: زهد فيما لا يعني من الكلام.
الرابع: النظر.
الخامس: السؤال.
فبعض الناس إذا دخل بيتاً نظر في كل شيء، في كل زاوية، وثقب، وقماش، هذا من الفضول، والمفروض أن يزهد فيه ويتركه، وكذلك
السؤال
من أين جئت؟ وإلى أين سوف تذهب؟ ومن كان معك؟ ومن كنت تكلم قبل قليل؟ ومن ومن؟ فالرسول صلى الله عليه وسلم كره لنا كثرة السؤال، فالزهد في الأسئلة هذه التي ليس لها معنى إلا إحراج الآخرين، هو من الزهد المشروع.
السادس: الزهد في المدح والثناء، أي ينبغي للإنسان ألا يطلب المدح والثناء، بل يزهد في مدح الناس وثنائهم، سواء مدحك الناس أو لم يمدحوك، الأمر عندك سيان، مدحوك أو ذموك ما دمت تعمل لإرضاء الله فلا يهمك مدحهم ولا ثناؤهم، لأنه يهمك أن الله عز وجل يمتدحك على أفعالك، ولا يهمك أن الناس يمتدحونك على أفعالك.
السابع: الزهد بالنفس حين تهون من أجل الله عز وجل، كالزهد بالنفس في المعركة وفي قتال المشركين مثلاً.
الثامن وهو أفضلها وأهمها: إخفاء الزهد.
وكذلك فإن المسلم لا بد أن يكون زهده في هذه الأمور الدنيوية نابعاً من عدم تعلق قلبه بالدنيا، فنتيجة لعدم تعلق القلب بالدنيا فإنه يترك هذه الأشياء والتوسع في المباحات؛ لأن التوسع في المباحات يأخذ وقتاً طويلاً، فأنت إذا كنت تريد أن تتابع كل موديل وكل جديد -صحيح أنه مباح- مثلاً: سيارة مباحة، أو أثاث مباح، لكن عندما تتابع وتتابع وتتابع، فإن وقتك يذهب في هذه المباحات، فتنشغل عن كثير من الطاعات.