حتى الغلمان الصغار من الصحابة: كان عبد الرحمن بن عوف واقفاً يوم بدر بين غلامين حديثي السن، فتمنى أن يكون بين أقوى وأضرع منهما، وإذا بأحدهما يميل عليه ويقول: يا عم! هل تعرف أبا جهل؟ قلت: نعم.
وما حاجتك إليه يا بن أخي؟ قلت: أخبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي نفسي بيده! لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا.
فتعجبت، فغمزني الآخر فقال لي مثلها، وهذا بدون اتفاق، وكل واحد يريد أن يخفي عن صاحبه بالغمز لـ عبد الرحمن بن عوف، هؤلاء صغار الصحابة، من حبهم للنبي عليه الصلاة والسلام لما سمعوا أن أبا جهل كان يسبه، يريدون الانتقام منه بأية طريقة، وقد جعل الله مقتله على يديهما.