كذلك من مظاهر عدم الجدية في الالتزام بالإسلام: التهاون بالسنن، لأن الناس يقولون: نحن نطبق الفرائض، ما لنا وللسنن، لست بآثم لو لم أقم بها، لكن أقول: ألم يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (أن الرجل يوم القيامة يؤتى به فينظر في صلوات الفرائض التي قام بها، فإذا وجد فيها خلل فينظر إلى السنن والنوافل، فيجبر بها ذلك النقص الذي حصل) وصيام، لو واحد أنه مثلاً: صار عنده رفث وفسوق مثلاً في صيامه أو جدال في حجه ما الذي يجبر هذا النقص الحاصل فيها؟ أليست في السنن والنوافل من أنواع هذه العبادات التي تؤدى؟ ألست الفريضة أعلى عند الله عندما تكون مكتملة السنن من الفريضة تؤدى بمجرد الواجبات، تقول: أنا أقول سبحان ربي العظيم مرة، سبحان ربي الأعلى مرة، رب اغفر لي مرة، لماذا أقولها ثلاث مرات؟ لماذا أحرك الإصبع؟ لماذا أضع اليدين على الصدر؟ وكذلك قضية فروض الكفاية لماذا أصلي الاستسقاء؟ لماذا أصلي كذا؟ هذه فروض كفاية، وهناك مسلمون كثيرون يقومون بهذه الأشياء والحمد لله، لماذا أقوم بفروض الكفاية؟ أتركها لغيري هو الذي يقوم بها، هذا التهاون الدال على الاستخفاف بهذه القضايا من مظاهر عدم الجدية في الالتزام بالإسلام.