وعندما تدرس قضية تدريس التأريخ، فإنك تراهم يقسمون التأريخ إلى ثلاثة أقسام: التأريخ القديم؛ العصر الحجري وما إلى ذلك، وتأريخ العصور الوسطى، وعندهم يشمل فترة ما قبل الإسلام بقليل، ثم يدخل فيه الإسلام، والتأريخ الحديث وهو يبدأ من حملة نابليون وهو مستمر إلى الآن وهذا التاريخ الحديث يطلقون عليه ألقاباً مثل: فجر النهضة الحديثة، معنى ذلك: أن ما قبل كان كله تخلفاً وعصور انحطاط، يطلقون على التاريخ الإسلام عصور الانحطاط، فضلاً عما نجد في بعض الكتب التي تدرس التأريخ الإسلامي أن مثلاً سبب غزوة بدر هي رد ممتلكات المسلمين في مكة، وأن غرض عمرو بن العاص من فتح مصر هو خصوبة الأرض، وأن العالم العربي خضع للاستعمار العثماني، وأن حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب أول ثورة عربية ضد الاحتلال التركي وهكذا.
وقلت لكم: إننا سنتوسع في هذا الموضع على حدة.
وأما لو ذهبت تنظر مثلاً في مواد المطالعة فإنك ترى أنها موجز للغزو الثقافي الغربي، ولا سيما إذا تصفحت الموضوعات التي تطرق إليها في كتب المطالعة، فستجد عناوين مثل: ماجلان قاهر البحار -كيف اكتشفت أمريكا؟ - إبراهيم لنكولن محرر العبيد، تحرير المرأة، ظهور القومية العربية، نابليون فاتح أوروبا، عمر بن أبي ربيعة الشاعر الماجن -ما وجدوا إلا الشاعر الماجن عمر بن أبي ربيعة - الوطنية الصادقة وهكذا.