ومن الأسباب كذلك: نوع التربية التي يتلقاها الإنسان، فلو رباه أبوه على أن كل ما يسمعه من الأب فهو الحق وغيره باطل مهما كان قائله، فإنك سترى الولد يقول: والله هذا الكلام ليس بصحيح، لأنه يقول: أبي قال غيره، فالأب قدى ربى ولده أن الذي يخرج من فم الأب هو الحق وغيره باطل.
لو تربى الولد في المدرسة على أن كل ما يقوله المدرس هو الصواب وما سواه خطأ، فإنه ينشأ على هذا ويتعصب له، ولو تربى إنسان في وسط حتى لو كان ظاهره إسلامياً، ونشأ على أن كل ما هو في هذا الوسط صحيح، وكل ما يقوله أفراد الوسط صحيح، وما سواه باطل، غرس ذلك في نفسه.
فإذاً التربية هي التي تربي الشخص على اتباع الأشخاص أو على اتباع الحق، وهي التي تحدد النهاية كيف تكون، وتحدد مواقف الشخص هذا من الحق إذا عرض عليه.