للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[عائق الأسرة والمجتمع]

إذا جئتم إلى الأسرة بطبيعة تركيبها؛ فإنكم تجدون أغلب الأسر اليوم -إلا من عصم الله عز وجل- قائمة على أمورٍ كثيرة من المنكرات والمعاصي التي لا يرضاها الله عز وجل.

فإذاً تشعر بأن كل ما يحيط بك هم أعداء لك: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ} [التغابن:١٤] فقد سماهم الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ} وإذا نظرت إلى تلك الرفقة السيئة التي تحيط بك في مجتمعك من الأصدقاء والأقارب والإخوان والخلان، فإنك تجد واقعهم أيضاً بعيداً عن الدين كل البعد، وهم يثبطونك في كل حركة، وفي كل مشروعٍ خير تريد فيه أن تربي نفسك على الإسلام، تجدهم يجرونك إلى الواقع السيئ، ويأتونك بالليل والنهار يحاولون أن يثنونك عن الطاعة التي تريد أن تؤديها، إن هذا بحد ذاته تحدٍّ كبير.

وإذا نظرت إلى السوق والمدرسة والشارع والمجتمع وجدته بأسره يحول بينك وبين الالتزام بالإسلام، هل هذا الشيء غريب؟ وهل هذا الشيء حديث؟ كلا؛ فإن الله قد قال في القرآن: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [الأنعام:١١٦] هذه هي الحقيقة التي قررها الله عز وجل في كتابه، وقال سبحانه: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [يوسف:١٠٣].